واحتج بهذه الآية زفر قال: وكان نزولها في إسلام عمر بن الخطاب وهو موف أربعين رجلا عن ابن عباس وسعيد بن جبير، وفي كلام الحسن بن يحيى في (الجامع الكافي) ما يؤيد كلام الجمهور، ويجاب به عن حجج من تقدم ولفظه: قد أعلم الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم كيف يقاتل، وأخبره بالعدة التي يجوز بها القتال، فقال: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا} [الأنفال:65] ثم علم ضعفهم عن ذلك فقال: {فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين} [الأنفال:66] ثم قال: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين}[البقرة:249] فلم يضيق على من حضرته الغيرة في الدين الدفع عن دينه ونفسه وماله وحريمه أن يقاتل في فئة لا حد لها، ثم أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن من أكبر الجهاد كلمة حق عند إمام جائر، فإن قتل المتكلم بها كان شهيدا، وكمال الطاعة في قتال العدو أن يقاتلوا في الفئة والعدة، وقال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}[الأنفال:60] انتهى.
Página 56