Manhaj al-Naqd fi 'Ulum al-Hadith

Nour Al-Din Itr d. 1442 AH
72

Manhaj al-Naqd fi 'Ulum al-Hadith

منهج النقد في علوم الحديث

Editorial

دار الفكر

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٠١ هـ -١٩٨١ م

Ubicación del editor

دمشق - سورية

Géneros

حافظا إن حدث من حفظه، ضابطا لكتابة إن حدث من كتابه. وإن كان يحدث بالمعنى اشترط فيه مع ذلك أن يكون عالما بما يحيل المعاني". وبالتأمل في هذه الصفات وغيرها مما ذكره العلماء نجد أنها لدى النظر ترجع كلها إلى أمرين ذكرهما ابن الصلاح هما: العدالة والضبط. فلنشرح كلها من العدالة والضبط فيما يلي: أولا: العدالة وهي ملكة تحمل صاحبها على التقوى، واجتناب الأدناس وما يخل بالمروءة عند الناس. ويشترط فيها الأمور الآتية: أ- الإسلام: لقوله تعالى: ﴿مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ﴾، وغير المسلم ليس من أهل الرضى قطعا. ب- البلوغ: لأنه مناط تحمل المسؤلية، والتزام الواجبات وترك المحظورات. ج- العقل: لأنه لا بد منه لحصول الصدق وضبط الكلام. د- التقوى: وهي اجتناب الكبائر وترك الإصرار على الصغائر. أما الكبائر فركوبها فسق قطعا، وكذا الاصرار على الصغائر، لأن الاصرار يجعلها كبيرة -والعياذ بالله- كما قالوا: "لا صغيرة مع الإصرار". ودليل اشتراط التقوى قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ وقوله تعالى: ﴿وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ﴾، وقوله عز من قائل: ﴿مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ﴾. وهذه

1 / 79