442

Libro de Óptica

كتاب المناظر

Géneros

[217] فأما كيف يكون غلط البصر في القياس من أجل خروج الزمان الذي فيه يدرك البصر المبصر عن عرض الاعتدال فكالبصر الذي يلمح شخصا قائما على وجه الأرض من بعد ثم يلتفت عنه في الحال، ويكون ذلك الشخص نخلة أو شجرة أو عمودا أو جدارا، ويكون من وراء ذلك الشخص جبل، ويكون بين الشخص وبين الجبل مسافة مقتدرة: فإن البصر إذا لمح الشخص الذي بهذه الصفة فإنه ربما ظن بذلك الشخص أنه في حذاء الجبل أو قريبا منه ولم يحس بالمسافة التي بينهما وإن كان بعد ذلك الشخص من الأبعاد المعتدلة إذا كان من أبعدها. وذلك لأن البصر إذا لمح الشخص لمحة سريعة ثم التفت عنه في الحال فإنه في حال لمحته للشخصين ربما لم يلمح وجه الأرض، ويكون نظره إلى الشخص في سمت المقابلة فقط. وإذا لم يلمح وجه الأرض لم يدرك المسافة التي بين الشخص وبين الجبل. وإن لمح الناظر جملة الأرض أيضا، ولم يحرك البصر في طول المسافة، فإنه ليس يتميز له موضع قاعدة الشخص من تلك المسافة. فإذا لمح البصر الشخص القائم، وكان نظره في سمت المقابلة، وكان وراء الشخص جبل، فإن البصر يدرك ذلك الشخص في حذاء ذلك الجبل، ولا يحس بالبعد الذي بينهما. وإذا أدرك الشخص في حذاء الجبل وكان بين الشخص وبين الجبل بعد مقتدر فهو غالط في بعد ذلك الشخص عنه، ويكون غلطه غلطا في القياس. ويكون علة غلطه هو قصر الزمان الذي يدرك فيه ذلك الشخص، لأن البصر إذا قابل وجه الأرض الذي بهذه الصفة في زمان متنفس، واستقرأ المسافة التي بين البصر وبين الجبل، أدرك موضع الشخص من تلك المسافة، وأدرك البعد الذي بين الشخص وبين الجبل، ولم يعرض له الغلط في بعد الشخص من الجبل ولا في بعده عن البصر، إذا كانت المعاني الباقية التي في ذلك الشخص وفي ذلك الجبل وفي المسافة التي بين البصر والجبل في عرض الاعتدال.

.ب.

[218] وقد يعرض الغلط في وضع المبصر أيضا من أجل خروج الزمان عن عرض الاعتدال. وذلك أن الناظر إذا كان متحركا حركة سريعة، ثم التفت عن يمينه أو عن شماله فلمح في التفاته حائطا قائما أو جبلا معترضا من بعد مقتدر، وكان إدراكه لذلك الحائط أو لذلك الجبل من فرجة أو من باب، ثم غاب عنه ذلك الحائط أو ذلك الجبل بعد قطع البصر لمسافة عرض تلك الفرجة أو ذلك الباب، وكان سطح ذلك الحائط أو طول ذلك الجبل مائلا على خطوط الشعاع، فإن البصر لا يحس بوضع ذلك الحائط ولا بوضع الجبل الذي يدركه على هذه الصفة. وإذا كان سطح الحائط أو طول الجبل مائلا على خطوط الشعاع فإنه يدركه مواجها، وذلك لأن الميل إنما يدركه البصر من إدراكه لاختلاف بعدي طرفي المبصر، واختلاف أبعاد أطراف المبصرات إنما يدركها البصر من إدراكه لمقدار كل واحد من بعدي الطرفين المتقابلين وإدراكه لزيادة أحدهما على الأخر.

Página 505