378

Libro de Óptica

كتاب المناظر

Géneros

.يو.

[52] وقد يعرض الغلط في الظلمة أيضا من أجل تفاوت البعد. وذلك أن المبصر إذا أدرك جدارا أبيض نقي البياض من بعد متفاوت، وكان في ذلك الجدار جسم أسود كالمرايا التي تكون في الحيطان وكالأبواب التي تتخذ من الأخشاب السود، ولم يتقدم علم الناظر بذلك الجدار وبتلك الأجسام السود، فإن البصر ربما ظن بتلك الأجسام السود أنها كوى ومنافذ تفضي إلى مواضع مظلمة وأن ذلك السواد إنما هو ظلمة.

[53] وإذا أدرك البصر الجسم الأسود ظلمة فهو غالط فيما يدركه من الظلمة، وهذا الغلط هو غلط في القياس لأن الظلمة إنما تدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصر الذي بهذه الصفة إذا أدركه البصر من بعد معتدل فإنه يدركه على ما هو عليه ويدرك الأجسام السود أجساما ولا يعرض له الغلط في مائيتها إذا كانت المعاني الباقية في تلك المبصرات في عرض الاعتدال.

.يز.

[54] وقد يعرض الغلط في الحسن أيضا من أجل خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال. وذلك أن المبصر الحسن الصورة إذا كانت فيه وشوم أو غضون أو مسام أو أثار أو خشونة أو معان لطيفة تشين حسنه وتكسف صورته، فإنه إذا بعد عن البصر بعدا فى منه تلك الوشوم وتلك المعاني اللطيفة ولا يكون بعدا مسرفا فإن صورته تظهر من ذلك البعد مستحسنة. والبعد الذي خفى منه المعاني اللطيفة التي تكون في المبصر هو بعد خارج عن الاعتدال بالقياس إلى ذلك المبصر، لأن البعد المعتدل بالقياس إلى المبصر هو البعد الذي يظهر منه جميع المعاني التي في ذلك المبصر ويدرك منه المبصر على ما هو عليه.

Página 441