355

Libro de Óptica

كتاب المناظر

Géneros

[9] فأما لم يدرك المضلع مستديرا من البعد المتفاوت فذلك لأن المبصر إذا بعد عن البصر بعدا شديدا خفي عن البصر، والبعد الذي يخفى منه المبصر يكون بحسب مقدار المبصر، فالمبصر الصغير الحجم يخفى من بعد أصغر من البعد الذي يخفى منه المبصر العظيم الحجم. وكل واحد من أجزاء المبصر أصغر من جملة المبصر. فإذا تباعد المبصر تباعدا متفاوتا كان المقدار الذي له نسبة محسوسة إلى جملة المبصر يخفى عن البصر من ذلك البعد، فيكون كل واحد من أجزائه الصغار على انفراده خفيا عن البصر. وإذا كان ذلك كذلك كان المبصر إذا كان على بعد متفاوت فإن البصر يدرك جملته ولا يدرك كل واحد من أجزائه الصغار على انفراده. وكل واحدة من زوايا المبصر المضلع أصغر من جملته، وهي مع ذلك متفرقة. فكل واحدة من الزوايا تخفى عن البصر من بعد قد يظهر منه جملة المبصر. فإذا كان المبصر متفاوت البعد، وكان بعده بعدا يخفى من مثله كل واحدة من زواياه على انفرادها، ولا تخفى جملته من ذلك البعد، وكانت أقطار ذلك المبصر مع هذه الحال متساوية أو قريبة من التساوي، فإن المبصر إذا كان على هذا البعد فإن جملته تظهر للبصر ولا يظهر شيء من زواياه. وإذا أدرك البصر جملة المبصر ولم يدرك زواياه، وكانت أقطاره مع ذلك متساوية، وكان مواجها للبصر، أدركه البصر مستديرا مسطحا كان أو مجسما. فلهذه العلة صار البصر يدرك المبصر المضلع المتساوي الأقطار من البعد المتفاوت مستديرا إذا كان مواجها للبصر.

Página 417