315

Libro de Óptica

كتاب المناظر

Géneros

[10] والمبصر أيضا إذا كان مشفا وكان فيه بعض الكثافة وكانت كثافته يسيرة جدا، فليس يدركه البصر إدراكا صحيحا. وإذا لم يكن مشفا أو كان فيه شفيف يسير وكانت كثافته بينة، فإن البصر يدركه إدراكا صحيحا. وكلما كان المشف أرق لونا احتاج في إدراكه إلى زيادةفي الكثافة، وكلما كان أقوى لونا أمكن البصر أن يدركه مع كثافة يسيرة لا يدرك معها حقيقة المبصر الرقيق اللون إدراكا صحيحا. والهواء المتوسط بين البصر والمبصر إذا كان غليظا كدرا مسرف الغلظ كالضباب والقتام والدخان وما جرى مجرى ذلك وكانت فيه مبصرات لطيفة ومبصرات فيها معان لطيفة ليس يدرك البصر تلك المبصرات إدراكا صحيحا. وكذلك إذا قطع الهواء المتوسط بين المبصر والبصر جسم مشف فيه بعض الغلظ فليس يدرك البصر ذلك المبصر إدراكا صحيحا. وإذا كان الهواء صافيا مشفا لطيفا متشابه الشفيف ولم يقطعه جسم من الأجسام التي فيها كثافة فإن البصر يدرك المبصرات التي تكون في ذلك الهواء إدراكا صحيحا. وكذلك إن كان في الهواء بعض الغلظ، وكان الغلظ الذي فيه يسيرا، وكان فيه مبصرات ليست في غاية الصغر، وليس فيها معان في غاية اللطافة فإن البصر يدرك تلك المبصرات إدراكا صحيحا، ولا يعوقه ذلك الهواء عن إدراكها وإن كان فيه بعض الغلظ، ويكون غلظ الهواء الذي يدرك فيه المبصر إدراكا صحيحا بحسب المعاني التي في المبصر، فإن المبصر الذي ليس فيه معان لطيفة قد يدرك البصر حقيقته في هواء فيه بعض الغلظ ولا يدرك في ذلك الهواء حقيقة المبصر الذي فيه معان لطيفة.

[11] والبصر أيضا إذا كان متحركا حركة سريعة في غاية السرعة وقطع المسافة التي يدركه البصر فيها في أقل القليل من الزمان فليس يدرك البصر مائية ذلك المبصر إدراكا صحيحا. كالناظر إذا كان ينظر من ثقب أو من باب، وكان بعيدا عن الثقب أو الباب، وكان المبصر من وراء الثقب مجتازا وكان متحركا حركة سريعة كالخطف، وأدركه البصر من الثقب، فإنه ليس يدرك مائيته ولا يتحقق صورته أو لا يدرك صورته إدراكا صحيحا. وإذا ثبت المبصر في قبالة البصر، أو تحرك في قبالة البصر مسافة ليست متفاوتة العظم في زمان محسوس، فإن البصر يدرك مائية ذلك المبصر ويدرك حقيقته.

Página 377