[15] وإحساس اللمس وإحساس الألم إنما يمتد من الأعضاء في شظايا العصب وفي الروح الممتدة في تلك الشظايا. وصور المبصرات إذا حصلت في جسم الرطوبة الزجاجية وأحس بها هذا العضو امتد الحس من هذا العضو في الجسم الحاس الممتد في تجويف العصبة المتصلة بين البصر وبين مقدم الدماغ، وامتدت الصورة بامتداد الحس وتكون الصورة في حال امتدادها مترتبة على هيئتها من غير أن تتغير أوضاع أجزائها لأن الجسم الحاس مطبوع على حفظ ترتيب هذه الصور. وهذا الترتيب ينحفظ في الجسم الحاس لأن ترتيب أجزاء الجسم الحاس القابلة لأجزاء الصور وترتيب القوة القابلة التي في أجزاء الجسم الحاس هو في جسم الزجاجية وفي جميع الجسم اللطيف الممتد في تجويف العصبة ترتيب متشابه. وإذا كان ذلك كذلك فكل نقطة من سطح الزجاجية إذا وصلت الصورة إليها فإنها تجري في سمت متصل لا يتغير وضعه من تجويف العصبة الذي يمتد فيه الجسم الحاس، ويكون جميع السموت التي تجري فيها جميع النقط التي في الصورة متشابهة الترتيب بعضها عند بعض، وتكون هذه السموت منحنية في حال انحناء العصبة، وتكون في حال انحنائها مرتبة كترتيبها قبل انحنائها وبعد انحنائها من أجل كيفية الإحساس الذي في هذا الجسم، فتصل الصورة إلى العصبة المشتركة وهي على هيئتها من غير أن يتغير شيء من ترتيبها. وليس يصح أن يكون امتداد صور المبصرات إلى الحاس الأخير إلا على هذه الصفة لأنه ليس يصح أن تصل الصورة إلى العصبة المشتركة وهي على هيئتها إلا إذا كان امتدادها على هذه الصفة.
[16] وإذا كانت الصور تمتد على هذا الترتيب فإن كل نقطة من سطح الجليدية تمتد الصورة التي تحصل فيها أبدا على سمت واحد بعينه إلى نقطة واحدة بعينها من الموضع الذي تحصل فيه الصورة من العصبة المشتركة، لأن كل نقطة من سطح الجليدية تنتهي الصورة التي تحصل فيها أبدا إلى نقطة واحدة بعينها من سطح الزجاجية. ويلزم من ذلك أن يكون كل نقطتين متشابهتي الوضع من البصرين تمتد الصورتان منهما جميعا إلى نقطة واحدة بعينها من العصبة المشتركة.
Página 207