المروزي - غلام أحمد - فقلت: شيخكم بما كان يأمركم بالعبادة أم بالمعاش؟ قال: كان يأمرنا بالعبادة.
ثم تقدمت إلى الحلقة الأخرى فإذا عبد الله ابن أحمد فسألته فقال: كان يأمرنا بالعبادة والمعاش، فأعجبني اختلافهما، فرأيت فيما يرى النائم خلقًا عظيمًا وجلبة فسألت عنها، فقالوا: أحمد بن حنبل يزور رب العزّة، فوصلت إليه وعلى رأسه تاج من ذهب وفي رجليه نعلان من ذهب وهو في زلال من نور، فقلت: يا شيخ كنت تنهى عن مثله؟ فقال: هذا زي أولياء الله إذا زاروا ربَّهم. فقلت: يا أبا عبد الله سألتُ المروزي: بماذا كان يأمركم شيخكم فقال: كان يأمرنا بالعبادة. فقال: صدق أبوبكر رضيت له بما رضي الله لنبيه ﷺ حيث قال: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقا﴾ ١. فقلت: وسألت عبد الله فقال: كان يأمرنا بالعبادة والمعاش، فقال: صدق، رضيت له بما رضي الله لنبيه داود ﵇ إذ قال: ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْد] ١٣٤/ب [وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾ ٢ فأمره بهما جميعًا٣.
وأورد الحافظ أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء قال: بعث أمير
١ سورة طه /١٣٢.
٢ سورة سبأ /١١.
٣ قال الإمام الذهبي في تعليقه على المنامات التي روئيت للإمام أحمد ونقلها ابن الجوزي وابن البناء وغيرهما - قال: وليس أبو عبد الله ممن يحتاج تقرير ولايته إلى منامات، ولكنها جند من جند الله، تسر المؤمن، ولا سيما إذا تواترت. اهـ (ر: سير الأعلام ١١/٣٥٣) .