لطفا لم يزله عناد المعاندين ، واذا لم تقل بان عدم التمكن والقهر في النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قادح في صحة نبوته ولا مبطل لفرض إمامته ولا مخرج له عن اللطف لزمك القول بان عدم التمكن مما ذكرته أيضا غير قادح في إمامة وصيه ولا مزيل للطفية خليفته لاتحاد العلة ، ثم انا نعلم ان التكليف لطف لأنه زاجر عن القبيح وحاث على الطاعة ، وهو عبارة عن امر ونهي وانه لا يخرجه عن اللطفية عدم عمل المكلفين بمقتضاه ، وخروجهم من حدوده ، ومن ذا يتبين أن عمل الناس بمقتضى اللطف واجابتهم اياه ليس بشرط في كون اللطف لطفا؟ فعدم حصوله لا يبطل لطفية اللطف فالامام لا يبطل لطفيته عدم تمكنه من الأمور التي ذكرها المعترض لعصيان الرعية ، فما ادعينا وجوبه لطف فيكون واجبا ، وهذا الجواب هو الحاصل من كلام جماعة من قدماء اصحابنا كالصدوق (1) وابن قبة (2) في ابطال تلك الشبهة واجاب اصحابنا المتأخرون كنصير الدين الطوسي وجمال الدين الحلي (رضي الله عنه) (3) عنها بان وجود الامام لطف تصرف او لم يتصرف لقيام حجة الله
Página 34