من طلوع الشمس إلى العصر. كما في حديث ابن عمر. " وليبلغ الشاهد الغائب " ومعناه أن النبي ﷺ أمر كل من حضر ذلك المجلس أن يبلغ حديثه هذا لمن غاب عنه، ويرويه لغيره حتى يصل إلى مسامع أكبر عدد ممكن من المسلمين. الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي.
ويستفاد منه ما يأتي:
أولًا: وجوب تبليغ الدعوة، ورواية حديث رسول الله ﷺ وتعليمه للناس. قال ابن بطال: إن كان من خاطبه النبي ﷺ بتبليغ العلم ممن كان في زمنه، فالتبليغ عليه متعين - أي فرض عين، يجب على كل من سمع حديثًا منه أن يرويه لغيره، وأمّا من كان بعده فالتعليم عليهم فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين. فالحديث أصل في رواية السنة وتبليغها، وإن لم يكن المحدث عالمًا بشرحها، فقيهًا في معانيها وأحكامها، لأن المحدث لا يلزم منه أن يكون فقيهًا، ولكن عليه أن يروي الأحاديث التي حفظها لغيره، فقد قال ﷺ: " ربَّ مبلَّغ أوعى من سامع " وقال في حديث آخر: " رب حامل فقه ليس بفقيه " فإن جمع المحدث بين الرواية والفقه فهو نور على نور. ثانيًا: تحريم القتال في مكة، وسفك الدماء فيها، وقطع أشجارها، والاصطياد من صيدها، وسيأتي إيضاح ذلك. والمطابقة: في قوله ﷺ: " ليبلغ الشاهد الغائب "، وإن شئت قلت: في كون الترجمة جزءًا من الحديث. الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي.
***