وهما صغيران، ولم يبايع صغيرا غيرهما من أهل بيته (1).
[وفاة الحسن بن علي]
وكان علي عليه السلام قد عهد إلى الحسن منهما وهو الأكبر، وقام بعده بأمر الناس، وقد تقدم في ذلك خبره وكيف سمه معاوية فمات عليه السلام، وقد فوض الأمر إلى الحسين أخيه وعهد إليه، فقام بالأمر من بعده، وأراد الحسين عليه السلام أن يدفن أخاه الحسن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وكان قد أوصى بذلك، ومات بالمدينة، فقيل ذلك لعائشة وهي يومئذ في البقاع فقالت: ما بقي في البيت إلا مكان قبر كنت رأيت أن أدفن فيه فالحسن أحق به (2).
وقيل: بل منعت ذلك لما أتاها الخبر، وركبت بغلا واستعدت بني أمية وقالت:
أغلب على بيتي ويدفن فيه بغير أذني، وإنما بقي فيه موضع قبر أعددته لنفسي.
وفيه يقول بعض الشعراء يومئذ:
فيوما على بغل
ويوما على جمل
وقال آخر:
أيا بنت أبي بكر
ولا كان ولا كنت
تجملت تبغلت
ولو شئت تفيلت
لك التسع من الثمن
فبالكل تملكت
فقال بنو أمية: لا والله لا يدفن فيه.
وذلك قبل موت الحسن عليه السلام، فانتهى ذلك إليه فقال: «أما إذا كان هذا هكذا
Página 284