ودعا له بالعلم وكان أعلم الناس بعده، وقال: «أقضاكم علي» (1) والقضاء يجتمع على جميع العلوم، ولا يستحقه إلا من يكون أعلم القوم الذين يستقضي عليهم، واستقضاه رسول الله صلى الله عليه وآله على اليمن، وأمره فقضى غير مرة بحضرته، واستحسن ما قضى به وقال: «أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب، فإن ولاءه ولائي، أمر أمرني به ربي وعهد عهده إلي» (2).
وأمر الله عز وجل رسوله بمباهلة الحبرين من النصارى، كما ذكر في كتابه للذين حاجاه في أمر عيسى عليه السلام في قوله: فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين (3) فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله للمباهلة بعلي وفاطمة والحسن والحسين، فكاع الحبران عن مباهلته ونظرا إلى دلائل النبوة معه (4).
وفي ذلك اليوم بسط الكساء عليه وعلى علي عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين وأنزل الله فيهم: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (5)(6).
Página 210