أما ابن نابغة أعني الهجين فقد
انحيت فيه لسانا صارما ذكرا
ما بال أمك زاغت عن ذوي شرف
إلى جذيمة لما عفت الأثرا
باتت بليل وملحان يعالجها
عند الجحون فما ملا ولا فترا (1)
وملحان مولى الخزاعة، وكان أيضا يقع بالنابغة أم عمرو.
قال هشام: كان من حديث النابغة أم عمرو بن العاص: أنها كانت بغيا من طوائف العرب، فقدمت مكة ومعها بنات لها، فوقع عليها نفر من قريش في الجاهلية فيهم:
أبو لهب بن عبد المطلب، وأمية بن خلف، وهشام بن المغيرة المخزومي، وأبو سفيان بن حرب بن أمية، والعاص ابن وائل السهمي، بطهر واحد فحملت فولدت عمرو، واختصم القوم جميعا فيه كلهم يزعم أنه ابنه، ثم ضرب عنه ثلاثة وأكب عليه اثنان: العاص بن وائل وأبو سفيان.
فقال أبو سفيان: أما والله إني وضعته في رحم أمه.
فقال له العاص: ليس مما تقول شيء هو ابني.
فحكما فيه أمه فقالت: هو للعاص.
فقيل لها بعد ذلك: ويحك ما حملك على ما صنعت، فو الله إن أبا سفيان لأشرف من العاص.
قالت: إن العاص كان ينفق على بناتي ولو ألحقته بأبي سفيان لم ينفق علي العاص شيئا، وخفت الضيعة.
وكان ابن النابغة من عشرة وكان العاص جزارا، ولذلك قيل لعمرو: إنه اختصم فيه من قريش أحرارها فغلب عليهم جزارها.
وكان العاص بن وائل استخلفه وائل وكان أصله من ناحية بحر تهامة.
وروي عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه أنه قال يوما لما بايع الناس أبا بكر: لقد
Página 203