وعن حذيفة اليماني أنه قال: كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وآله وعمار يسوق به ليلة العقبة، إذ أقبل إلينا اثنا عشر راكبا وقد علون العقبة ما يرى منهم إلا الحدق لينفروا برسول الله، فجعلت أضرب وجوههم عنه فقال: «دعهم فسيكفيكهم الله» ثم دعا بهم وسماهم رجلا رجلا، وقال: «هؤلاء المنافقون في الدنيا والآخرة».
قال: وكان فيهم أبو سفيان ومعاوية وعتبة وعمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي والمغيرة بن شعبة وجماعة من بني أمية (1).
وعن جعفر بن محمد الصادق أنه قال: «مر رسول الله صلى الله عليه وآله بعد منصرفه من جنازة ابنه القاسم بعمرو بن العاص والعاص بن وائل فقال أحدهما لصاحبه: والله إني لأشنؤه فقال الآخر: دعه فقد أصبح أبتر، يعني لموت ابنه، فأنزل الله عز وجل بهما:
إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر (2).
وهجا عمرو بن العاص رسول الله صلى الله عليه وآله بسبعين بيتا فقال: «اللهم إني لا أحسن الشعر فالعنه بكل بيت لعنة»، وعمرو بن العاص لغير رشده (3).
وقال ابن الكلبي وابن إسحاق والهيثم بن عدي: كانت النابغة أم عمرو بن العاص من العواهر المشتهرات ذوات الرايات، وكن يحضرن عكاظ ومجنة وذا المجاز أسواق العرب، ينصبن فيها الرايات لتدل عليهن من أراد العهار ليأتيهن، وكان للنابغة أم عمرو وراثة الأبطح، وكان خزيمة بن عمرو الخزاعي وغيره يأتونها، ووقع عليها العاص بن وائل وكان بيطارا يعالج الخيل والإبل فجاءت منه بعمرو، ففي ذلك يقول حسان بن ثابت يهجوه لما هجا رسول الله صلى الله عليه وآله أعني يقول:
Página 202