بني أمية يحدث أصحابه ويسمع الحسين عليه السلام حديثه، وهو يقول وقد ذكر آل أبي طالب: قد شركناهم في النبوة حتى نلنا منها مثل ما نالوا منها من السبب والنسب، ونلنا من الخلافة ما لم ينالوا، فبم يفخرون علينا؟ فردد هذا القول ثلاث مرات.
فأقبل الحسين عليه السلام بوجهه إلى ناحيته وقال: «أما في أول وهلة فإني كففت عنك حلما، وأما الثانية فإني كففت عنك عفوا، وأما الثالثة فإني أجيبك: إني سمعت أبي يقول: إن في الوحي الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله أنه إذا قامت القيامة الكبرى، حشر الله بني أمية في صورة الذر يتوطأهم الناس حتى يفرغ من الحساب ثم يؤتى بهم فيحاسبوا ويصار بهم إلى النار».
وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: «ما أهل بيت إلا ولله فيهم نجيب أو فيهم ناج، ما خلا بني أمية فإن الله لم يجعل فيهم نجيبا ولا ناجيا».
وعن أبي بكرة أنه ذكر بني أمية فقيل له: كأنك إنما عتبت على معاوية وزياد في الدنيا.
فقال: وأي ذنب أعظم من استعمالهم فلانا على كذا وفلانا على كذا، لا والله ولكن القوم كفروا صراحة (1).
وقال في موضع آخر: يرى الناس إنما عتبت على هؤلاء في الدنيا وقد استعملوا عبد الله على فارس وروادا على ديوان الرزق وعبد الرحمن على بيت المال، كلا والله ولكني إنما عتبت عليهم لأنهم كفروا صراحا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «أئمة الكفر خمسة منهم معاوية وعمرو» (2).
وقال ابن مسعود: خمسة من قريش ضالون مضلون فذكر منهم معاوية وعمرو.
Página 201