من لعنة الله (1).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لما نفى الحكم بن أبي العاص: «إن رأيتموه تحت أستار الكعبة فاقتلوه».
والطريد الثاني: معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، وهو جد عبد الملك ابن مروان لأمه، فجد عبد الملك بن مروان لأبيه وأمه طريدا رسول الله صلى الله عليه وآله.
وكان معاوية بن المغيرة هذا ممن يبغض رسول الله صلى الله عليه وآله ويظهر عداوته، فنفاه وأجله ثلاثا وهدر دمه أن يبقى بعدها، فتردد في ضلاله ولم يخرج، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وعمارا فقتلاه.
[من أسباب قتل عثمان]
وأما الحكم بن أبي العاص فإن رسول الله صلى الله عليه وآله نفاه وأهله وولده، فخرج منفيا بنفي رسول الله صلى الله عليه وآله بأهله وولده، وحاول عثمان [ارضاء] رسول الله صلى الله عليه وآله وسأله ورغب إليه ردهم، فأبى عليه في ذلك وأغلظ له فيه، ثم سأل هو وبنو أمية أبا بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يردهم، فأنكر ذلك عليهم وقال: ما كنت ممن يأوي من نفاه رسول الله صلى الله عليه وآله وطرده، ثم سألوا عمر فقال مثل ذلك وغلظ عليه، ثم ولي عثمان فردهم وآواهم، ولما كثر إحداثه كتب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المسلمين في كل وجه:
أنكم خرجتم تقيمون دين الله وأن دين الله قد غير وراءكم فأقبلوا.
وكان أول من قدم أهل مصر فأتوا مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وبقية الصحابة فيه فذكروا لهم ما جاءوا إليه له وما نقموه، وعددوا أفعال عثمان فقال لهم علي عليه السلام: «لا تعجلوا حتى تأتوه وتذكروا ذلك له، ثم ترون بعد ذلك رأيكم».
Página 195