قالوا: وبما نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسوله المن والفضل.
قال: «أما لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم: أتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فآويناك وعائلا فواسيناك، أفوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تآلفت بها أقواما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟
أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله في رحالكم؟ فو الذي نفس محمد بيده لو لا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار».
قال: فبكى القوم حتى اخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا، وتفرقوا وطابت أنفسهم (1).
وجاء يومئذ عبد الله بن مسعود إلى رسول الله وهو يعطي تلك العطايا فقال: يا رسول الله إني سمعت رجلا من الأنصار يقول: والله إنها لعطايا ما يراد بها وجه الله.
فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وأطرق ساعة ثم قال: «يرحم الله موسى فلقد أوذي بما هو أكثر من هذا فصبر» (2).
وكان أبو سفيان ومعاوية من المؤلفة قلوبهم ومن لم يصح إسلامهم، وإنما أسلما خوفا من القتل وقد ذكرنا ذلك.
وقد ذكر ابن إسحاق في المغازي من حسن إسلامه من المؤلفة قلوبهم الذين تقدم خبرهم قال: وممن حسن إسلامه من قريش من مسلمي الفتح: قيس بن مخرمة،
Página 185