Las virtudes y los defectos

al-Qadi al-Nu'man d. 363 AH
152

Las virtudes y los defectos

المناقب والمثالب

Géneros

يعيش فكففت عنه».

فمات طلحة، ثم أخذ لواء المشركين أبو سعيد بن أبي طلحة فقتله سعيد بن أبي وقاص، ثم أخذه عثمان بن أبي طلحة فقتله حمزة، ثم أخذه مانع ابن أبي طلحة فقتله عاصم بن ثابت، وصدق المسلمون القتال وأثخنوا في المشركين بالقتل والجراح فانهزم المشركون، فلما رأى الرماة الهزيمة خلوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وآله من لزوم مراكزهم واتبعوا العدو يريدون الغنائم وقالوا: فاتتنا الغنائم يوم بدر.

فلما انكشفت الرماة عن رسول الله صلى الله عليه وآله كر أبو سفيان وخالد بن الوليد وطائفة معهما، ونظرت امرأة من بني الحارث يقال لها: عمرة بنت علقمة إلى اللواء مطروحا فرفعته فانصرفوا.

وفي ذلك يقول حسان بن ثابت:

لا إذا عضل سيقت إلينا كأنها

جداية شرك معلمات الحواجب

أقمنا لهم طعنا وضربا منكلا

وحزناهم بالضرب من كل جانب

فلولا لواء الحارثية أصبحوا

يباعون في الأسواق بيع الجلائب

وانكشفت الناس وثبت حمزة وأبلى بلاء شديدا إلى أن استتر له وحشي، فرماه بحربة بحيث لم يره فوقعت فيه فقتله، وانهزم المسلمون وانكشفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وثبت صلى الله عليه وآله على الصخرة بأحد وقد تظاهر بين درعين، وعلي بين يديه يحميه إلى أن جرح رسول الله صلى الله عليه وآله وكسرت ثنيته وهشمت البيضة على رأسه، وذهب الناس عنه لا يرون إلا أنه قتل، وأحاط المشركون برسول الله صلى الله عليه وآله من كل جانب وعلي بين يديه، ثم أتاه سعيد بن أبي وقاص وكان راميا فحماه بالنبل، ثم صمم أبي بن خلف على رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا محمد لا نجوت إن نجوت. وشد عليه وتناول رسول الله صلى الله عليه وآله حربة كانت في يد بعض أصحابه وانتقض من بينهم انتقاضة تطايروا حوله، وضرب أبي بن خلف بالحربة فقتله وأخذ كفا من حصى فرمى به وجوه المشركين فولوا، وتراجع المسلمون وولى المشركون عنهم، وكان يوم

Página 157