فحمى معاوية وأراد أن يفحمه فقال: يا أهل الشام هل تدرون من هذا؟ هذا عمه الذي قال الله عز وجل فيه: تبت يدا أبي لهب يا أبا يزيد أين ترى عمك اليوم؟
فقال عقيل: يا أهل الشام تدرون من هذا؟ هذا معاوية وعمته حمالة الحطب.
ثم قال: يا معاوية إن سألت عن أبي لهب فانظر إذا دخلت النار يوم تدخلها، فخذ ذات يسارك تجد أبا لهب مفترشا عمتك حمالة الحطب، فو الله الراكب خير من المركوب.
فأفحم وتلطف له ووصله وصرفه، إذ لم يجد عنده في علي رخصة ولا ما ظن أنه شبه على أهل الشام به (1).
وكان علي صلوات الله عليه أصغر ولد أبي طالب، ويقال: إنه كان بين كل واحد من ولد أبي طالب وبين من يتلوه منهم عشر سنين، كان أسنهم طالب، وبين عقيل وبين جعفر عشر سنين وبين جعفر وبين علي عشر سنين، وكانوا كلهم في المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله على ما عاهدوا عليه أباهم أبا طالب.
Página 143