اليه، وقيل إنه أطفير وولاه عمله، فدل القرآن على إن يوسف عليه السلام خوطب بالعزيز أيضا، فانه لما أعتاق أخاه بسبب الصواع، قال له أخوته: يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا. وقالوا له لما رجعوا اليه " يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر ". ولعل كل من كان يلي ذلك العمل كان يخاطب بالعزيز والله سبحانه أعلم.
وقيل إن أطفير هلك في يلك الليالي، فتزوج الملك يوسف عليه السلام بامرأته راعيل. فروي إنها لما دخلت عليه قال لها اليس هذا خيرا مما كنت تريدين؟ فيزعمون أنها قالت له: أيها الصديق! لا تلمني فإني كنت أمرأة حسناء جميلة ناعمة في ملك ودنيا، وكان صاحبي لا يأتي النساء، وكانت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك فغلبتني نفسي على ما رأيت. فيزعمون إنه وجدها عذراء فولدت له رجلين أفرايم ومنشا.
وجاء في رواية أخرى أن بعض الصالحين عليهم السلام سئل هل أعطى أحد من الصالحين مائة الف؟ فقال: نعم يوسف عليه السلام.
فسئل كيف كان ذاك؟ فقال: أن أمرأة العزيز كبرت وأفتقرت، فقيل لها لو تعرضت ليوسف، فقد كان غلامك مرة، فوقفت له على طريق فسلمت عليه، فقال من أنت؟ فقالت: أنا تيكم فعرفها، فقال: مالك؟ فقالت: أقول لك ما قال لك أخوتك. فبعث اليها بمائة الف ولم يذكر في الحديث دينار ولا درهم فسبحان العالم بما كان وما يكون.
Página 37