مناقب الإمام أحمد بن حنبل للحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي "٥١٠ - ٥٩٧هـ" تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي

1 / 1

بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف قال الشيخ الإمام العالم الأوحد الصدر الكبير جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي رحمة الله عليه: الحمد لله الذي أنشأ فأحسن الإنشاء، ثم قدَّم وأَخر كما شاءَ، اختار من العالم الإنسي المرسلين والأنبياء، ثم ورثتهم الصالحين العلماء، ثم أَجزل لبعضهم من الفضل العطاء، وصلى الله على محمد أشرف راكب نزل البيداء، وعلى أصحابه الذين نالوا بصحبته العلاء، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى أَن يعيد الناقض البناء، وسلم تسليمًا كثيرًا. اعلموا إخواني- وفقكم الله- أن الله ﷿ فضل محمدًا- ﷺ على سائر الخلق، وقدم أُمته على جميع الأمم، وجعل سبب التفضيل العلم والعمل به، فمن سير حال نبينا ﵇ علم فضله على جميع الأنبياء في العلم

1 / 3

والعمل، ومن نظر في علوم أئمتنا رأي من علوم علمائهم ما يعجز عنه الأَحبار، ومن عبادة متعبديهم ما يقصر عنه الرهبان، ولا نظر إلى صورة الترهبن، فإن التعبد بموافقة المشروع ومخالفة الهوى أَشد وأَعظم. فالعلم والعمل بحمد الله في أُمتنا فاش كثير غير أَني بحثت عن نائلي مرتبة الكمال في الأَمرين- أَعني العلم والعمل- من التابعين ومن بعدهم، فلم أَجد من ثمَّ له الأَمران على الغاية التي لا يخدش وجه كمالها نَوع نقص، سوى ثلاثة أَشخاص: الحسن البصري، وسُفيان الثوري، وأحمد بن حنبل. وقد جمعتُ كتابًا يحوي مناقب الحسن، وكتابًا يجمع فضائل سفيان، ثم رأَيت أَحمد بن حنبل أَولى بذلك منهما لأنه جمع من العلوم ما لم يجمعا، وحمل من الصبر على إقامة الحق ما لم يحملا، وإني رأَيت جماعة قد جمعوا مناقبه؛ فمنهم من قصر فيما نقل، ومنهم من لم يرتب ما حَصّل، فرأَيت أَن أصرف بعض زمني إلى تهذيب كتاب يشتمل على مناقبه وآدابه، ليعرف المقتدي قدر من اقتدى به، والله الموفق.

1 / 4

فصل وقد جعلت هذا الكتاب مئة باب وهذه تراجم الأبواب والله مُلهِم الصواب: الباب الأول: في ذكر مولده وأصله. الباب الثاني: في ذكر نَسبه. الباب الثالث: في ذكر مَنشئه في صباه. الباب الرابع: في ذكر ابتدائه في طَلب العلم ورحلته فيه. الباب الخامس: في تَسمية من لقي من كبار العلماءِ وروى عنهم. الباب السادس: في ذكر تأَدبه عند مشايخه احترامًا للعلم. الباب السابع: في ذكر إقباله على العلم واشتغاله به. الباب الثامن: في ذكر حِفظه وقَدر ما كان يحفظ. الباب التاسع: في بَيان غزارة علمه وقوة فهمه وفقهه. الباب العاشر: في ذكر ثَناء مشايخه عليه. الباب الحادي عشر: في ذكر من حدَّث عنه من مشايخه ومن الأكابر. الباب الثاني عشر: في ذكر من حدَّث عن أَحمد على الإطلاق من الشيوخ والأَصحاب.

1 / 5

الباب الثالث عشر: في ذكر ثناء نُظرائه وأَقرانه ومقاربيه في السن عليه. الباب الرابع عشر: في ذكر ثناءِ كبار أَتباعه عليه بما عرفوه منه. الباب الخامس عشر: فيما يذكر من إنفاذ إلياس إليه السلام. الباب السادس عشر: فيما يذكر من ثناءِ الخضر عليه. الباب السابع عشر: في ذكر ثناءِ غرباءِ العبّاد والأَولياءِ عليه. الباب الثامن عشر: في ذكر تبرك الأَولياءِ به وزيارتهم له. الباب التاسع عشر: في ذكر تنويه ذكر. الباب العشرون: في ذكر اعتقاده في الأُصول. الباب الحادي والعشرون: في ذكر تمسكه بالسنة والأثر. الباب الثاني والعشرون: في ذكر تعظيمه لأهل السنة والنقل. الباب الثالث والعشرون: في ذكر إعراضه عن أهل البدع ونهيه عن كلامهم وقدحه فيهم. الباب الرابع والعشرون: في ذكر تبركه واستشفائه بالقرآن وماءِ زمزم وشعر الرسول وقصعته. الباب الخامس والعشرون: في ذكر الوقت الذي ابتدأَ فيه بالتحديث والفتوى.

1 / 6