لما تعلق بالزمام رحمته
والعيس قد قلصن بالأزواد
فارفض من عيني دمع ذارف
مثل الجمان مفرد الأفراد
راعيت فيه قرابة موصولة
وحفظت فيه وصية الأجداد
وأمرته بالسير بين عمومه
بيض الوجوه مصالة الأنجاد
حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا
لاقوا على شرف من المرصاد
حبرا فأخبرهم حديثا صادقا
عنه ورد معاشر الحساد
بكر بن عبد الله الأشجعي إن أبا المويهب الراهب سأل عبد منات بن كنانة ونوفل بن معاوية بالشام هل قدم معكما من قريش غيركما قالا نعم شاب من بني هاشم اسمه محمد قال إياه أردت قالوا إنه يتيم أبي طالب أجير خديجة فأخذ يحرك رأسه ويقول هو هو فدلاني عليه فبينما هم في الكلام إذ طلع عليهم رسول الله ص فقال هو هو فخلا به يناجيه ويقبل بين عينيه وأخرج شيئا من كمه ليعطيه والنبي ع يأبى أن يقبله فلما فارقه قال هذا نبي آخر الزمان سيخرج عن قريب ثم قال هل ولد لعمه أبي طالب علي فقلنا لا فقال هذه سنته وهو أول من يؤمن به وأنا لنجد صفته عندنا بالوصية كما نجد صفة محمد بالنبوة الخبر. يعلى بن سيابة قال حكى خالد بن أسيد بن أبي العاص وطليق بن أبي سفيان بن أمية إنهما كانا مع النبي ع في سفر ولما قربنا من الشام رأينا والله قصور الشامات كلها قد اهتزت وعلا منها نور أعظم من نور الشمس فلما توسطنا الشام ما قدرنا أن نجوز السوق من ازدحام الناس ينظرون إلى النبي ع فجاء حبر عظيم اسمه نسطور فجلس بحذائه ينظر إليه فقال لأبي طالب ما اسمه قال محمد بن عبد الله فتغير لونه ثم قال أريد أكشف ظهره فلما كشف رأى الخاتم فانكب عليه يقبله ويبكي وقال أسرع برده إلى موضعه فما أكثر عدوه في أرضنا فلم يزل يتعاهدنا في كل يوم وأتاه بقميص فلم يقبله فأخذه أبو طالب مخافة أن يغتم الرجل.
Página 40