البحث السابع
في أن الأنبياء أفضل من الملائكة
اختلف الناس في ذلك ، فذهب الأشاعرة والشيعة إليه ، وخالف فيه جماعة من المعتزلة والقاضي أبو بكر من الأشاعرة والأوائل (1).
** احتج الأولون
على العالمين ) (2)، وهذا عام في كل من يطلق عليه اسم العالم ، والاصطفاء المراد به هاهنا الفضيلة.
ولأن الآدمي يعبد الله تعالى مع معرفته به ومحبته له مع حصول الصوارف عن ذلك وهو الشهوة والغضب ، فيكون عبادته أشق من عبادة الملائكة الخالصين عن ذلك.
ولأن آدم عليه السلام أمر له الملائكة بالسجود في قوله تعالى : ( فقعوا له ساجدين ) (3)، والسجود أعظم ما يكونوا من الخضوع ، وأمر العالي بالخضوع للسافل مناف للحكمة.
ولأنه عليه السلام كان أعلم بقوله تعالى : ( أنبئهم بأسمائهم ) (4)، والأعلم أفضل.
Página 428