61

Manahij Tahsil

مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها

Editorial

دار ابن حزم

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Géneros

من العلم آكد عليه من البدار ["إلى الصلاة في أول وقتها" (١)] (٢). [فصل] (٣) ولا يحصل العلم إلا [بالعناء] (٤) والتعب، والملازمة، والمباحثة، والنصب، والصبر على الطلب؛ كما حكى الله تعالى عن موسى ﵇ أنه قال للخضر: ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴾ الآية (٥)، وأنه قال لفتاه: ﴿لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا﴾ (٦) أي: تعبًا. وقال ابن المسيب ﵀: كنت أرحل في طلب العلم والحديث الواحد مسيرة الأيام، والليالي؛ ولهذا كان سيد أهل عصره، وكان [يسمى] (٧) سيد التابعين. وقال مالك ﵀: أقمت خمس عشرة سنة أغدو من منزلي إلى منزل ابن هرمز، وأقيم عنده إلى صلاة الظهر مع ملازمتي لغيره؛ ولذلك فاق أهل عصره، ويسمى إمام دار الهجرة، وأقام ابن القاسم متغربًا عن بلده في رحلته إلى مالك عشرين سنة حتى مات مالك ﵀. ورحل سحنون إلى ابن القاسم، فكان مما قرأ عليه مسائل "المدونة" و"المختلطة" فدونها، فجعلت أصل علم المالكيين، ومقدمة على غيرها من الدواوين بعد "موطأ مالك" ﵀. ويُروى أنه ما بعد كتاب الله أصح من "موطأ مالك" في الفقه، ولا

(١) بياض في أ. (٢) في ب: تقديم وتأخير. (٣) زيادة من ب. (٤) في ب: بالعناية. (٥) سورة الكهف الآية (٦٩). (٦) سورة الكهف الآية (٦٢). (٧) سقط من أ.

1 / 63