دولة قطر
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
مَنْ تَكلَّم فيه الدَّارقطني
في كتاب السنن
من الضعفاء والمتروكين والمجهولين
(فيه أكثر من مائتي ترجمة ليست في سنن الدارقطني المطبوع)
جمع
محدث الشام ناصر الدين ابن زريق الحنبلي
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة المقدسي
المتوفى في سنة ٨٠٣هـ
تحقيق
أبي عبد الله حسين بن عكاشة
طُبع بتمويل
أوقاف
AWQAF
الهيئة القطرية للأوقاف
Qatar Endowent Authority
1 / 1
حقوق الطبع محفوظة
لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
بدولة قطر
الطبعة الأولى
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
1 / 2
كلمة لجنة إحياء التراث الإسلامي
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على نبيه وعلى آله وصحبه.
أما بعد ...
فهذا كتاب "من تكلم فيه الدارقطني" لابن زريق الحنبلي، والدارقطني إمام ناقد ينتمي إلى المدرسة المعتدلة في النقد، وأضاف ابن زريق الحنبلي كلام الدارقطني عن مائتي راوٍ انفرد بها عن سنن الدارقطني.
اعتمد المحقق على نسخة نادرة بخط المؤلف عليها مقابلات وهي نسخة الظاهرية.
وقد قام المحقق الفاضل بقراءتها قراءة صحيحة، وسلك منهج التحقيق العلمي في الضبط والتعليق.
ويسر لجنة إحياء التراث الإِسلامي أن تقدم هذا الكتاب للمعنيين بالحديث النبوي الشريف وعلومه، وهي تأمل أن تتواصل جهود المحققين لإكمال مكتبة العلوم الإِسلامية.
والله ولي التوفيق.
لجنة إحياء التراث الإِسلامي
1 / 3
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة التحقيق
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (١).
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (٢).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (٣).
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمَّد ﷺ وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
هذا الكتاب "من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين والمجهولين" أثر لطيف، جمع جهود حافظين:
أحدهما: الحافظ الكبير علي بن عمر الدارقطني؛ فقد حوى الكتاب قرابة خمسمائة راوٍ تكلم فيهم الحافظ الدارقطني، أكثر من مائتين راوٍ منهم انفرد بهم هذا الكتاب عن "سنن الدارقطني" المطبوع.
_________
(١) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٢) سورة النساء، الآية: ١.
(٣) سورة الأحزاب، الآيتان: ٧٠، ٧١.
1 / 5
والثاني: الحافظ ناصر الدين بن زريق محمَّد بن عبد الرحمن بن محمَّد بن أحمد بن سليمان بن حمزة المقدسي الحنبلي (ت ٨٠٣ هـ)، فقد استخرج هؤلاء الرواة من "سنن الدارقطني" ورتبهم على حروف المعجم.
ولا تخفى أهمية كلام الحافظ الكبير والعلم الشهير أبي الحسن الدارقطني ﵀ على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا وعلى الرواة توثيقًا وتجريحًا؛ فهو حافظ عصره ووحيد دهره في علم الحديث، وشهرته ﵀ تغني عن الإطناب في ذكره، وقد احتج بكلامه في ذلك الأئمة منذ عصره إلى يومنا هذا.
والحافظ ناصر الدين بن زريق ﵀ له جهد كبير في ترتيب كتب أهل العلم؛ فقد رتبب "مسند الإِمام أحمد" و"صحيح ابن حبان" و"معجم الطبراني الأوسط" على الأبواب، لكن للأسف لم يبق لنا شيء منها -فيما أعلم- وبقي هذا الكتاب بخط مؤلفه ﵀ ينبئ عن جهوده ﵀ في الترتيب والتأليف.
وقد ضبطتُ هذا الكتاب حسب الجهد والطاقة، ووثقت نقوله، وعلقت على بعض المواضع تعليقات يسيرة، وكتبت له مقدمة وجيزة، ووضع فهارسه أخي أبو صفية مجدي بن السيد الشاعر -جزاه الله خيرًا وأشكر كل من أعان على إخراج هذا الكتاب ونشره جزاهم الله خيرًا، وكذلك أشكر أخي أبا عمر محمَّد بن حسان- جزاه الله خيرًا.
والله أسأل أن ينفع به مؤلفه ومرتبه ومحققه وكل من عمل على إخراجه وسائر المسلمين؛ إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
1 / 6
ترجمة المؤلف (١)
هو محمَّد بن عبد الرحمن بن محمَّد بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة المقدسي الصالحي الحنبلي، ناصر الدين بن زريق (٢)، ويعرف بـ "الدَّيِّن" (٣).
ولد سنة بضع وخمسين وسبعمائة، قاله ابن حجر في "ذيل التبيان" (ص ٧٠).
تفقه وعنى بالحديث فأكثر عن بقايا أصحاب الفخر بن البخاري كصلاح الدين ابن أبي عمر ومن بعده، وتخرج بالحافظ أبي بكر بن المحب الصامت، ومهر في فنون الحديث، وسمع العالي والنازل، وخرَّج.
قال ابن حجر في "ذيل التبيان" (ص ٧٠): تمهر، وكان يقظًا ذكيًا عارفًا بفنون الحديث، ذاكرًا للأسماء والعلل، مع حظ من العربية والفقه (٤).
_________
(١) مصادر ترجمته كثيرة، منها: "إنباء الغمر" لابن حجر (١/ ١٨٦)، و"المجمع المؤسس" له (٣/ ٣١٩)، و"ذيل التبيان" له أيضًا (ص ٧٠ - ٧١)، وهي أهم المصادر، وكل من جاء بعد ابن حجر ينقل منها فمرة يصرح ومرة لا يصرح.
فمن المصادر الأخرى: "الضوء اللامع" للسخاوي (٧/ ٣٠٠) و"لحظ الألحاظ" لابن فهد (ص ١٩٦) و"الدر المنضد" لابن المبرد (ص ١٦٦)، و"شذرات الذهب" لابن العماد (٧/ ٣٦).
(٢) قال ابن حجر في "إنباء الغمر" (١/ ١٨٦): تصغير أزرق. وتعقبه ابن حميد في "السحب الوابلة" فلم يرتض أن تصغير أزرق زريق، قال بل: أزيريق.
(٣) قاله ابن المبرد في "الدر المنضد" (ص ١٦٦).
(٤) ومثله في "إنباء الغمر" (١/ ١٨٦) وزاد: (ولم يكن له اعتناء بصناعة الرواية من تمييز العالي والنازل، بل على طريقة المتقدمين) قلت: قد قال الحافظ ابن حجر نحو هذا عن الإِمام ابن كثير؛ فتعقبه الحافظ السيوطي في "طبقات الحفاظ" (ص ٥٣٤) فقال: قلت: العمدة في علم الحديث معرفة صحيح الحديث وسقيمه، وعلله واختلاف طرقه ورجاله جرحًا وتعديلًا، وأما العالي والنازل ونحو ذلك فهو من الفضلات، لا من الأصول المهمات.
1 / 7
وقال ابن حجر أيضًا في "إنبائه" (١/ ١٨٦): رافقني كثيرًا، وأفادني من الشيوخ والأجزاء، وكان ديِّنًا خيِّرًا متينًا، لم أر من يستحق أن يطلق عليه اسم الحافظ بالشام غيره.
مؤلفاته:
١ - "ترتيب مسند الإِمام أحمد" على الأبواب.
ذكره الحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس" (ص ١٢٩) وقال: وأظنه عُدم في الكائنة العظمى بدمشق (١).
قلت: يُعد هذا الكتاب امتدادًا لجهود الإِمام أبي بكر بن المحب شيخ المؤلف -رحمهما الله تعالى- فقد رتب "مسند الإِمام أحمد" على حروف المعجم في أسماء الصحابة، ورتب الرواة عنهم كذلك في المكثرين، وتعب عليه تعبًا عظيما، كما قال ابن الجزري في "المصعد الَّاحمد في ختم مسند الإِمام أحمد" وعندي من "ترتيب مسند الإِمام أحمد" لابن المحب مجلدان نفيسان بخط ابن المحب الجميل.
٢ - "ترتيب المعجم الأوسط للطبراني" على الأبواب.
ذكره ابن حجر في المجمع "المؤسس" (٣/ ٣١٩) وذيل "التبيان" (ص ٧١) و"إنباء الغمر" (١٨٦/ ١) وقال في "الإنباء": فكتبه بخط متقن حسن جدًا.
٣ - "ترتيب صحيح ابن حبان" على الأبواب.
ذكره ابن حجر في "المجمع المؤسس" (٣/ ٣١٩) و"ذيل التبيان" (ص ٧١) و"إنباء الغمر" (١/ ١٨٦).
_________
(١) كانت في سنة ثلاث وثمانمائة، لما استولى تيمور لنك على قلعة دمشق، وأباح لمن معه النهب والسلب والقتل والإحراق، فهاجموا المدينة، ولم يدعوا بها شيئًا قدروا عليه، وطرحوا على أهلها أنواع العذاب، وسبوا النساء والأولاد، ولازالوا على ذلك أيامًا، وألقوا النار في المباني حتى احترقت بأسرها؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون.
1 / 8
وهذه الكتب الثلاثة لا أعلم عن وجودها شيئًا، والله أعلم.
٤ - "من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين والمجهولين".
وهو كتابنا هذا، ولم أقف على من عزاه إليه، لكن النسخة الخطية بخط المصنف ﵀ وعليها خط ابن المبرد، كما سيأتي في وصفها.
هذا ما وقفت عليه من أسماء مؤلفات ابن زريق، ولعله رتب "تاريخ الدوري" عن ابن معين، فقد وجدت في صورة النسخة الخطية بعد الورقة الثانية بخط المؤلف قال:
(حرف الباء
سمعت يحيى يقول: بجير بن أبي بجير لم أسمع أحدًا يحدث عنه إلا إسماعيل بن أمية). اهـ. وهو في "تاريخ الدوري" (٣/ ١٢٩).
ثم ذكر ترجمة بحر بن سعيد، وهي في "تاريخ الدوري" (٤/ ٣٠٧).
ثم ذكر ترجمة بحر السقاء، وهي في "تاريخ الدوري" (٤/ ٣١٥).
ثم ذكر ترجمة بحر بن موسى أبي مودود، وهي في "تاريخ الدوري" (٤/ ٢٥١).
ثم ذكر ترجمة بحير بن سعد، وهي في "تاريخ الدوري" (٤/ ٤٤٦)،
ولم أجد من ذكر هذا الترتيب، ولا أدري أتم أم لا، والله أعلم.
وفاته:
مات ابن زريق ﵀ أسفًا على ولده أحمد في رمضان (١) سنة ثلاث وثمانمائة، ولم يكمل الخمسين، وكان التتار قد أسروه وهو شاب له نحو العشر.
_________
(١) كذا في "إنباء الغمر" و"ذيل التبيان"، وقيدها ابن فهد في "لحظ الألحاظ" بقوله: (في ثالث عشر شهر رمضان) ووقع في "المجمع المؤسس" و"الدر المنضد"، و"شذرات الذهب": (في ذي القعدة). والله أعلم.
1 / 9
أهمية هذا الكتاب
ترجع أهمية هذا الكتاب لعدة أمورٍ:
الأول: أن هذا الكتاب قد حوى كلام الحافظ الكبير أبي الحسن الدارقطني في قرابة خمسمائة راوٍ، ولا يخفى أهمية كلام الإِمام الدارقطني في الرواة جرحًا وتعديلًا.
الثاني: أن هذا الكتاب انفرد عن "سنن الدارقطني" المطبوع بالكلام على أكثر من مائتي راوٍ، وبعض هؤلاء الرواة لم أقف على كلام الدارقطني فيهم في شيء من كتبه الموجودة بأيدينا، وهذا مما يعطي هذا الكتاب أهمية كبيرة.
الثالث: أن هذا الكتاب بيّن أن كل ما في كتاب "تخريج الأحاديث الضعاف" (١) للحفاظ أبي محمَّد عبد الله بن يحيى بن أبي بكر يوسف الغساني من الكلام على الأحاديث والتجريح للرواة إنما هو من كلام الحافظ الدارقطني نفسه، وأن الغساني إنما انتقاه من كتاب "سنن الدارقطني" فقط، خلافًا لما قال محقق كتاب الغساني في مقدمته: (مع التنبيه إلى أن الحافظ الغساني في نقده وتخريجاته كثيرًا ما يشارك الحافظ الدارقطني كما يظهر هذا واضحًا عند المقارنة) واستفدنا أيضًا أن نسختي الحافظين الغساني وابن زريق (من سنن الدارقطني" تعودان إلى أصل واحد أو رواية واحدة من روايات السنن، وإن كان كل منهما تفرد عن الآخر بشيءٍ يسيرٍ، وقد نفعني الله بكتاب الغساني ﵀ في تحقيق هذا الكتاب نفعًا كبيرًا، فالحمد لله حمدًا
_________
(١) كتب الغساني بخطه على طرة كتابه "الأحاديث الضعاف" وفي آخره كتب (آخر كتاب "الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني" تخريج العبد الفقير إلى رحمة ربه عبد الله ابن يحيى بن أبي بكر بن يوسف الجزائري) كما في صور المخطوط التي وضعها المحقق في مقدمة الكتاب، وعلى هذا قاسم الكتاب الصحيح "الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني" بدون لفظ (تخريج) والتخريج هنا يعني الانتقاء، والله أعلم.
1 / 10
كثيرًا طيبًا مباركًا فيه؛ كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
الرابع: أن هذا الكتاب هو المتبقي من مصنفات الحافظ ناصر الدين ابن زريق ﵀ فيما أعلم، فلم يبق من مصنفاته الكبار -"ترتيب مسند الإِمام أحمد" و"ترتيب صحيح ابن حبان" و"ترتيب المعجم الأوسط للطبراني"- شيء نعلمه، فكان هذا الجزء أثر ينبئ عن جهود هذا الإِمام ﵀ وعسى أن يعثر على شيء من مصنفاته فيما بعد.
الخامس: من فوائد هذا الكتاب أنه ينبه طلبة العلم إلى التحرى وعدم التسرع في نفي نقل من كتاب ما اعتمادًا على عدم وجوده في النسخة المطبوعة منه، ولا اعتمادًا على عدم وجوده في عدة نسخ، ما لم يعرف أي رواية اعتمد عليها الناقل من روايات هذا الكتاب، وعلى أي رواية طبع، وهذا باب واسع ينبغي معرفة روايات الكتب ونسخها التي يناقل منها الأئمة ﵏ فالرواة الذين لم نجد الكلام عليهم في "سنن الدارقطني" المطبوع لا يمكن نفي كلام الدارقطني فيهم؛ فمع وجودهم في هذا الكتاب -وكذا وجود أغلبهم في كتاب الغساني- فكثير منهم نقل الحفاظ عن الحافظ الدارقطني كلامه فيهم، بل صرح الحافظ الذهبي في مواضع بقوله: (قال الدارقطني في هوامش السنن) أو (في حواشي السنن) وكذا صرح الحافظ ابن حجر في مواضع، وقد ذكرت بعضه في التعليق على الكتاب.
السادس: من فوائد هذا الكتاب أيضًا أنه بيَّن بعض ما وقع من خلل في مواضع من "سنن الدارقطني" المطبوع.
1 / 11
منهج الحافظ ناصر الدين ابن زريق في هذا الكتاب
لم يذكر المؤلف ﵀ منهجه في استخراج الرواة المتكلم عليهم من "سنن الدارقطني"، ويمكن رسم المعالم الرئيسية لمنهج المؤلف كالتالي:
انتقى المؤلف ﵀ الرواة الذين تكلم فيهم الحافظ الدارقطني ﵀ في "سننه" حسب ما وقع في نسخته من "سنن الدارقطني".
بعد (بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين) رتب المؤلف ﵀ هؤلاء الرواة على ترتيب حروف المعجم، غير مراعيًا الترتيب الداخلي، فذكر المؤلف الأسماء أولًا، وأدمج الرجال بالنساء، بدأ بمن اسمه أحمد تيمنًا باسم نبينا محمَّد ﷺ (١)، ثم ذكر من اسمه إبراهيم، ثم من اسمه إسماعيل، ثم من اسمه إسحاق، ثم من اسمه أشعث، ثم أبان، ثم أجلح، ثم أيوب، ثم ذكر حرف الباء، إلى أن انتهى ب (يعقوب ابن الوليد المدني) ثم ذكر الكنى على ترتيب حروف المعجم أيضًا.
إذا تعددت أقوال الدارقطني في الراوي الواحد، فإن اتفقت في الحكم ذكر المؤلف قولًا واحدًا، وإن اختلفت ذكر الموضع الأول، ثم قال: (وقال في موضع آخر) فذكر القول الآخر، ولعل المؤلف ﵀ لم يرد استيعاب الكلام في الراوي.
استخرج المؤلف ﵀ من أول موطن ذُكر فيه الكلام في الراوي، شيخه وتلميذه، فقال عن فلان وعنه فلان، وهذا تحديد لموطن الكلام فيه، وكلما كانت روايات الراوي قليلة في "سنن الدارقطني" كان ذكر الشيخ والتلميذ أكثر تحديدًا لموطن الكلام فيه.
_________
(١) وكذا بدأ حرف الميم بالمحمدين، تيمنًا باسم نبينا صلى الله عليه وعلى آله وصجه وسلم تسليما كثيرًا.
1 / 12
ربما ذكر المؤلف الحديث الذي تكلم الدارقطني في راويه بتمامه مبتدأ بذكر الراوي المتكلم فيه، وعندئذ يكون تحديد موضع الكلام في الراوي تحديدًا دقيقًا.
ربما لم يذكر المؤلف اسم شيخ الراوي أو تلميذه في بعض المواطن.
هذه هي المعالم الرئيسية لمنهج المؤلف ﵀ في كتابه هذا، والله تعالى أعلم.
1 / 13
وصف النسخة الخطية
هي نسخة نادرة، محفوظة في دار الكتب الظاهرية، ضمن مجموع رقم ٣٣، بخط المؤلف ﵀ الجميل المتقن.
تقع في ٢٣ ورقة، من (٤١ - ٦٣) (١).
وضع المؤلف علامات الإهمال على الراء والسين، وتحت الحاء، ونحوها، وضبط بالشكل كثيرًا من الأسماء المشكلة.
يختلف عدد الأسطر من صفحة لأخرى اختلافًا بيِّنًا؛ لأنها -فيما يبدو- مسودة المؤلف ﵀ فقد يزيد ليصل إلى سبعة وثلاثين سطرًا (ق ١/ ١٥) وقد يقل ليصل إلى سطرين (ق ٥/ ٢)، ذلك لأن المؤلف ﵀ كان يترك لكل حرف من الأسماء صفحة، فربما يزيد عدد التراجم فتزيد السطور، وربما يقل عدد التراجم فتقل السطور، والله أعلم.
والنسخة مقابلة يظهر ذلك من وضع المؤلف ﵀ الدوائر المنقوطة آخر التراجم، واستدراكه بعض السقط على الحواشي، وضربه على بعض التراجم التي ظهر له خطؤها، وإلحاقها في موضعها.
وهي نسخة تامة- بحمد الله تعالى.
وقع في النسخة بعد الورقة الثانية ورقة بخط المصنف ﵀ يبدو لي أنها من ترتيبه لتاريخ الدوري عن ابن معين، وكذا في موضع آخر، فلعل المؤلف ﵀ رتب "تاريخ الدوري" أيضًا.
وعلى طرتها خط ابن المبرد يوسف بن عبد الهادي- فيما أُرى.
_________
(١) "المنتخب من مخطوطات الحديث بالظاهرية" لفضيلة العلامة المحدث محمَّد ناصر الدين الألباني ﵀ (ص ٥٦).
1 / 14
منهج تحقيق الكتاب
بعد قراءتي لهذا الجزء قراءة جيدة ومعرفتي لأهميته عهدت إلى الأخوين أبي عبد الرحمن محمود بن أبي زيد وأبي صفية مجدي بن السيد الشاعر نسخه.
ثم قابلت الكتاب على الأصل مقابلة تامة ثلاث مرات، مع مراجعة مواضع الإشكال مرات أخرى.
ثم نسقت بين فقرات الكتاب لتيسير الوقوف على فوائده.
ثم وثقت كل ترجمة من "سنن الدارقطني" واعتبرت كتاب الغساني "تخريج الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني" نسخة مساعدة؛ فعزوت إليه كل ترجمة وجدتها فيه، فإذا كانت الرواية والطعن في الراوي فيهما أطلقت العزو إليهما، فإن كانت الرواية فقط في "سن الدارقطني" قلت: روايته في "سن الدارقطني" وذكرت الجزء والصفحة، وروايته وجرحه في "تخريج الأحاديث الضعاف" وذكرت رقم الحديث فيه.
قابلت ما نقله. المؤلف على "سنن الدارقطني" و"تخريج الأحاديث الضعاف".
لم أغير شيئًا وجدته في "الأصل"، فإن كان ما في "الأصل" خطأ أشرت إلى خطئه في الهوامش، وهي مواطن قليلة بحمد الله تعالى.
أشرت إلى بعض ما وقع في "سنن الدارقطني" و"تخريج الأحاديث الضعاف" من أخطاء.
ما لم أجده في "سنن الدارقطني" المطبوع من أقوال الدارقطني في الرواة حاولت أن أوثقه من المصادر الوسيطة مثل "تاريخ بغداد" و"تهذيب الكمال" و"ميزان الاعتدال" و"تهذيب التهذيب"، و"لسان الميزان" وغيرها.
1 / 15
صور المخطوطات
الورقة الأولى من النسخة الخطية
1 / 17
الورقة الأخيرة من النسخة الخطية
1 / 18
دولة قطر
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
من تكلم فيه الدارقطني
في كتاب السنن
من الضعفاء والمتروكين والمجهولين
(فيه أكثر من مائتي ترجمة ليست في سنن الدارقطني المطبوع)
جمع
محدث الشام ناصر الدين ابن زريق الحنبلي
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة المقدسي
المتوفى في سنة ٨٠٣ هـ
تحقيق
أبي عبد الله حسين بن عكاشة
1 / 19
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
والحمد لله رب العالمين.
١ - أحمد بن الحسن المُضري (١)
روى عن أبي عاصم، روى عنه عبد الباقي بن قانع.
قال الدارقطني: كذاب متروك.
٢ - أحمد بن الحسن المُقْرئ يُعرف بـ"دُبيس" (٢)
عن محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمَّد، وعنه أبو الحسن علي بن دليل الإخباري.
ليس بثقة. قاله الدارقطني.
٣ - أحمد بن رشيد (٣) بن خثيم الهلالي
عن عمه سعيد بن خثيم، وعنه أحمد بن محمد بن سعيد.
_________
١ - "سن الدارقطني" (١/ ٥٧). و"تخريج الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني، (رقم ١٧).
(١) المضري: بضم الميم وفتح الضاد المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مضر، وهي القبيلة المعروفة التي يُنسب إليها قريش، وهو مضر بن نزار بن معد بن عدنان. "الأنساب" (٥/ ٣١٨).
٢ - روايته في "سنن الدارقطني" (١/ ٣٠٢) ولم يُذكر في النسخة المطبوعة فيه جرحٌ، وقال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٤/ ٨٨): قرأت بخط أبي الحسن الدارقطني: أحمد بن الحسن يُعرف بدبيس، ليس بثقة. اهـ. وناقله الذهبي في "الميزان" (١/ ٩١).
(٢) ضبطه الحافظ ابن حجر في "نزهة الألباب" (١/ ٢٥٧) مصغرًا.
٣ - روايته في "سنن الدارقطني" (١/ ٣٠٤ - ٣٠٥) ولم يُذكر في النسخة المطبوعة فيه جرحٌ، وفي "تخريج الأحاديث الضعاف" (رقم ٢٣١) روايته وجرحه، والله أعلم.
(٣) كذا في الأصل بالياء بعد الشين، وفي "سنن الدارقطني" و"تخريج الأحاديث =
1 / 21
ضعيف. قاله الدارقطني.
٤ - أحمد بن عيسى أبو الطاهر
عن ابن أبي فديك، وعنه جعفر بن محمَّد بن مروان.
ضعيف. قاله الدارقطني.
٥ - أحمد بن حماد الهمداني
عن فطر بن خليفة عن أبي الضحى، عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله ﷺ: "أمني جبريل عند الكعبة فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم".
قال الدارقطني: لا يثبت، أحمد بن حماد ضعيف.
٦ - أحمد بن الحارث البصري
عن الصقر بن حبيب، وعنه يعقوب بن سفيان.
_________
= الضعاف": (رشد) بغير ياء، وهو الصواب؛ قال ابن نقطة في "تكملة الإكمال" (٢/ ٧٠٨): أما رشد بفتح الراء والشين فهو أحمد بن رشد بن خثيم الكوفي، حدث عن أبي معاوية محمَّد بن خازم، حدث عنه عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب الواسطي، نقلته من خط محمَّد بن ناصر وضبطه. اهـ.
وجاء اسمه في "الثقات" لابن حبان (٨/ ٤٠) و"الميزان" للذهبي (١/ ٩٧) و"لسان الميزان" لابن حجر (١/ ١٧١) و"الكشف الحثيث" لسبط ابن العجمي: (أحمد بن راشد).
٤ - هو أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمَّد، أبو طاهر الهاشمي.
روايته في "سنن الدارقطني" (١/ ٣٠٩) ولم يُذكر فيه جرحٌ، وفي "تخريج الأحاديث الضعاف" (رقم ٢٣٣) روايته وجرحه.
وقال الدارقطني عنه في "الضعفاء والمتروكين" (رقم ٥٣): كذاب.
روايته في "سنن الدارقطني" (١/ ٣٠٩) ولم يُذكر فيه جرحٌ، وفي "تخريج الأحاديث الضعاف" (رقم ٢٤٠) روايته وجرحه.
ونقل الذهبي في "الميزان" (١/ ٩٤) عن الدارقطني تضعيفه.
روايته في "سنن الدارقطني" (٢/ ٩٤ - ٩٥) ولم يُذكر فيه جرح، وفي "تخريج =
1 / 22
ليس بقوي. قاله الدارقطني (١).
٧ - أحمد بن محمَّد بن سعيد بن عقدة الحافظ
عن جعفر بن محمَّد بن مروان، وعنه الدارقطني، وضعفه.
٨ - أحمد بن محمَّد بن غالب
عن عبد الكريم بن روح، وعنه محمَّد بن مخلد.
_________
= الأحاديث الضعاف" (رقم ٢٤٠) روايته وجرحه.
(١) كتب بعده في "الأصل": (أحمد بن عبدان الشيرازي عن محمَّد بن موسى الحارثي، وعنه الدارقطني وضعفه) ثم ضرب عليها، وكشط بعضها؛ لأنه لا يصح تضعيف الدارقطني لشيخه، فإن روايته في "سنن الدارقطني" (٢/ ١٢٥ - ١٢٦) هكذا قال الدارقطني: أخبرني أحمد بن عبدان الشيرازي -فيما كتب إليَّ- أن محمَّد بن موسى الحارثي حدثهم، أبنا إسماعيل بن يحيى بن بحر الكرماني، ثنا الليث بن حماد الاصطخري، ثنا أبو يوسف، عن غورك بن الخضرم أبي عبد الله، عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: "في الخيل السائمة في كل فرس دينار تؤديه" تفرد به غورك عن جعفر، وهو ضعيف جدًا، ومن دونه ضعفاء. اهـ.
قلت: الإِمام الدارقطني لا يعني شيخه أحمد بن عبدان الشيرازي؛ لأنه إمام كبير، قال عنه الحافظ الذهبي: الحافظ الثقة المعمر أبو بكر الشيرازي محدث الأهواز ...
كان من كبار الأئمة، سأله حمزة السهمي عن أحوال الرجال. "تذكرة الحافاظ" (٣/ ٩٩٠) ولم أقف على من ضعفه أو نقل عن الدارقطني تضعيفه، والله أعلم.
روايته في "سنن الدارقطني" (٢/ ٢٦٤) و"تخريج الأحاديث الضعاف" (رقم ٦٣٨) قال الدارقطني: حدثنا أحمد بن محمَّد بن سعيد، نا جعفر بن محمَّد بن مروان، نا أبي، نا عبد العزيز بن أبان، نا أبو بردة، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: "طاف رسول الله ﷺ طاف لعمرته وحجته طوافين، وسعى سعيين، وأبو بكر وعمر وعلي وابن مسعود" أبو بردة هذا هو عمرو بن يزيد ضعيف، ومن دونه في الإسناد ضعفاء. اهـ.
وقد أكثر الناس في ابن عقدة، وقال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن عقدة، فقال: حافظ محدث، ولم يكن في الدين بالقوي، ولا أريد على هذا. (سؤالات السلمي" (رقم ٤١).
هو أحمد بن محمَّد بن غالب بن خالد بن مرداس أبو عبد الله الزاهد، غلام الخليل =
1 / 23