فالتفت لمن حوله وأشار لهم أن يخلوا المكان، فقام الجميع إلا «روبير» فإنه بقي مكانه خوفا على سيده من الغدر، ووقف على رأس الملك شاهرا حسامه، فقال «كورش»: تكلم أيها الوزير، ولا تخش من هذا فإنه كاتم أسراري. قال الوزير: إني أسأل الملك عن شيء فهل هو مجيبني على سؤالي؟
قال: نعم، سل عما تريد.
قال: ما اسم والدتك يا مولاي؟
قال: «مندان» وقد توفيت من وقت ولادتي، ولم أعلم أين توفيت، وأيضا هذا السؤال ليس له دخل في موضوعنا!
قال: لا، بل له دخل عظيم.
فتعجب الملك من ذلك، وقال: أخبرني بالحقيقة أيها الوزير!
قال: يا ملك، أمك عندنا منذ عشرين سنة، وهي «مندان» بنت الملك «أستياج» ملك «مادي»، وإنك أشبه الناس بها.
فارتاب الملك بهذا الأمر، فقص عليه الوزير كل ما سمعه من «مندان» من أول خروجها من قصر أبيها إلى ذلك الوقت الذي هم فيه. وكيف اجتمع لديها تلك الجمعية من المؤمنين، وكيف وضعت لهم قانونا ليدبروا به شئون الجمعية - بما منحها الله من المعارف والعلوم.
ولما سمع «كورش» ذلك كاد الفرح أن يذهب بحياته، فقال له «روبير»: خذني معك أيها الوزير لعلي أرى سيدتي.
قال: كيف نكون قد خرجنا اثنين، وندخل ثلاثا؟
Página desconocida