فغمغمت السيدة: ملك فرنسا!
فقال الأوستوري وعلى شفتيه ابتسامته المعروفة: إن ملوك فرنسا يا سيدتي لا يختلفون عن باقي الرجال، بل إن بعض الملوك العظام مثل لويس الرابع عشر ...
فاحتجت السيدة: ولكن ليس أمام الجمهور يا فريزن؟
وأردف السياسي بجفاف: لا، إني أظن أن الأسلوب الذي كان متبعا في تلك الأيام هو أن يطلب صاحب الجلالة السيدة التي يرغب في مصافحتها لتكون بين خاصته، غير أني لا أظن أن هذا يحفظ الكرامة أكثر من هذا الأسلوب الديمقراطي الحديث. - لا تكلمني عن الديمقراطية يا فريزن وأنت تعلم أني أكرهها، إن لويس ما كان يجب أن يحضر هنا مطلقا، لقد اعتذر لي عن عدم مجيئه إلى مقصورتي، ولا يعلم إلا الله من يتمسح بكتفه الآن في ذلك الزحام.
ولم يجب السياسي عن هذا بشيء لأنه كان يعلم أن التحدث في الموضوع أكثر من هذا لا يجدي، وعلى ذلك فإنه بعد لحظات قلائل تحدث عن أشياء أخرى. وعند ذلك علا صوت الجرس وتوافد المتفرجون إلى أماكنهم، وطافت عينا السيدة الجميلة بين جماعات الشبان ذوي الملابس الحديثة الأنيقة، ولكن صاحب الجلالة ملك فرنسا لم يكن بينهم، ولكنها قبل أن تتمكن من إلقاء الكلمات الحادة التي تبادرت إلى شفتيها، كان مدير المسرح قد أعطى إشارة البدء وضرب الأوركسترا أول لحن لمقدمة الفصل الثالث، فقام الأوستوري ليذهب، فقالت السيدة: أريد أن أراك ثانية يا فريزن.
فأردف قائلا: في خدمتك يا سيدتي.
ثم قبل يدها، فأتمت السيدة: إذن بعد انتهاء الرواية في الفلا، أريد أن أخبرك عن الخطة التي اعتزمت تنفيذها. •••
ولكن ما كاد الكونت فريزن يفد إلى فلا إليزابث، حتى وجدها لا تزال في درجة شديدة من الانفعال، فما كاد يدخل إلى الغرفة حتى بادرته قبل أن تقدم له يدها ليقبلها بقولها: إنه لم يأت حتى الآن يا فريزن، لقد خبلته ابنة سان أماند.
ولم يفعل الأوستوري أكثر من أن هز كتفيه كأنما يقول: وماذا لو فعل؟ ثم قال بعد ذلك: ولكن أين قابلها جلالته أول مرة؟
وكان السياسي الماهر يدرك أن أعصاب السيدة يمكن أن تهدأ دائما بالكناية عن لويس دي بوربون ب «جلالته»، ولكنها في هذه المرة لم تهدأ ثائرتها، بل أجابت بحدة: في ستراسبورج، لقد كانت تغني في قهوة هناك، لم يكن يفكر أحد فيها، ولكن لويس عمل المستحيل لتوقع عقدا هنا، ولست أدري كيف تمكن من ذلك، وعلى كل حال فها هي النتيجة.
Página desconocida