الآيات " كيف حدد بشهر وعين بالتسمية وبين وقت الامساك بضبط طرفيه وبين لهم حال المرض وحال السفر وأمروا بتميل العدة على مأ أوضح الشرع إلى غير ذلك مما يحصل به على المطلوب فيرفع حكم الإطلاق الداخل منه الاختلاف للحتمال وكل هذا أو أكثره قبل أن يسألوا وكذا قبل أن يسألوا وكذا جرى فى أمر القبلة عند التحويل.
فقوله تعالى فى أول الأمر بالتوجه قبل البيت "فول وجهك شطر المسجد الحرام " وان كان قد تقيد بالأداة المعينة للجهة فإن فيه احتمالا أن يكون خاصا به ﷺ أو عاما له ولأمته.
فإن قيل قد علم من قبله ﷺ أن حكمه على الواحد حكم على الجميع وأن الخطاب له خطاب له ولأمته وذلك كله ما لم يرد تخصيص.
فجوابنا عن هذا أن الكلام فى هذه الآية ليس خاصا بمن سلم بالقواعد المستقرات من الكتاب والسنة وإنما كلامنا معتمد فيه القطع بذوى الزيغ والارتياب ممت يتعلق بما تشابه منه طعنا فى الدين واتباعا لسبيل الملحدين وشأن هؤلاء التعلق بأدنى احتمال من غير تسليم لما وراء ذلك.
وعلى هذا نقول ان قوله تعالى: "فول وجهك شطر المسجد الحرام " أمر يدفع احتمال خصوصه ﷺ دون أمته بالأمر بالتولى ثم تحصل مع هذا من قوله "وحيث ما كنتم " أن ذلك لا يختص بمكان دون مكان ثم يبقى احتمال نذكره وما يزيله بعد.
وأما قوله تعالى "ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام " فإعلام له ﷺ بتسوية حالى الظعن والاقامة ونه خرج عن المدينة مسافرا فحاله حيث توجه كحاله فى المدينة مقيما ولم يكن هذا ليحصل نصا لا احتمال فيه مما تقدم من الامر فقد حصل من هذا ما لم يتحصل نصا مما تقدم.
وقوله بعد: "ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام " هذا مما كرر لا لمجرد التوكيد وان كانت القصة لها تعلق بيهود وانكارهم التحويل فالتأكيد يلائم ولكن ذكر ليحصل منه التوكيد وبناء ما بعده عليه من قوله "وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره " والمراد بهذا وحيث ما كنتم من البلاد والمواضع التى خرجتم اليها حيث كانت من الارض كلها فإن قيل أن هذا قد تقدم حيث ذكر هذا اللفظ بعيه الذى هو "وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره " فالجواب أن ذلك محتمل أن يراد به وحيث ما كنتم من نواحى المدينة وما يرجع اليها إذ لم يتقدم ذكر الخروج عنها كما تقدم هنا
1 / 54