عليه وليس قبله منصوب وهو عربي وذلك قولك: لقيت زيدًا وعمرو كلمته، ولم يخالف أحد فى أن النصب فى هذا أفصح.
وقال فى مسألة: أنت عبد الله ضربته واختياره الرفع فى عبد الله لما جعل الضمير المنفصل قبله مبتدأ وهو أنت فضعف مقوي النصب فى عبد الله وهو الاستفهام للفصل بالمبتدأ، فقال بعد اختياره الرفع لما ذكر: إلا أنك إن شئت نصبته كما نصبت زيدًا ضربته.
ثم قال عربي جيد بعد ما قدم أن الرفع عنده أولى.
وقال فى مسألة: رأيت متاعك بعضه فوق بعض ".
وجوز الرفع والنصب على معنيين فقال عقب ذلك والرفع فى هذا أعرف.
ثم قال بعد: وإن نصبت فهو عربي جيد وقال بعد إنشاده:
إن على الله أن تباعيا تؤخذ كرهًا أو تجئ طائعًا
قال: فذا عربي حسن والأول أعرف وأكثر.
فقد تبين من متعارف إطلاقه ما يريد يهذه العبارة وقد ترددت فى كتابه كثيرا فحكايته هذه القراءة عن بعض العرب بعد إيثار القطع عن جميعهم إذ لا يقتضى إطلاق كلامه غير ذلك وعليه فهمه الناس عنه وجرى عليه كلام جميعهم اعتمادًا على تلقيه من العرب ثم حكى ما يعارض ما تمهد من ذلك بما ذكر من هذه القراءة.
فهذا مع سؤاله يونس عن هذه القراءة وجواب يونس بأنها عربية، وقد بينا مراده بهذه العبارة وقول سيبويه فى أخباره عن قول يونس "فزعم " حاصل من ذلك كله ضعف القطع فى هذه الصفة مع أنها مدح وتعظيم.
فالوجه على ما تأصل فيما قدمنا قطعها بتضعيف هذه القراءة معارض.
لما اتفقوا عليه فهو مما أشكل ولم أر من تعرض له من نحوي ولا مفسر إلا بما لا يصح.
وقد أطنب أبو الفضل ابن الخطيب [الرازى]﵀ فى التفسير المنسوب إليه، فيما أورد فى تفسير الفاتحة وما تعرض لهذا بشئ وكذلك غيره من النحويين والمفسرين إلا من قال إن القطع فى هذه القراءة هو الوجه وإياه أراد سيبويه وإن جواب يونس بقوله: "عربية " إنما يريد إنها فصيحة كالمثل المذكور معها وهذا خطأ بين ومن أمعن النظر فى الكلام يراه من هذا.
وقد زعم بعض من عاصرناه من النحويين أن سيبويه إنما قصد بما حكاه عن بعض العرب من هذه القراءة فسأل يونس عنها الرد على من قال: إن القطع لا يكون إلا بعد اتباع.
فهذا أيضًا فاسد إذ لم يتقدم من كلام سيبويه ﵀ ما يبني عليه هذا لا فى الترجمة ولا في المثل ولا فيما أنشده من قول الأخطل:
[نفسي فداء أمير المؤمنين إذا أبدى التواجد يوم باسل ذكر
الخائض الغمر والميمون طائره خليفة الله يستسقى به المطر]
ومهلهل:
[وللقد خبطن بيوت يشكر خبطه أخوالنا وهم بنو الأعمام]
ولا تعرض له إلا بعد ما ذكر بعض ما سمعه من قراءة بعضهم: "الحمد لله رب العالمين " بالنصب وسؤال يونس عنها وبناء الباب على ما تقدم وتعقيبه بما به اتبع الترجمة وكل ذلك جار على ما فهمه
1 / 17