وشاهدنا بعض هذه البيوت مملوءا عظاما، وظاهر أحوالهم أن خلقهم كانت كخلقنا، إذ أبواب بيوتهم وزواياها على مقادير أبوابنا المعتادة في الارتفاع، والله أعلم.
وفي ظهر يوم الجمعة المذكور نزلنا العلي، وأقمنا به يوم السبت الخامس عشر، وهو موضع فيه مياه بعضها في أحساء، وبعضها جارية في رمال، وبها نخل وزرع وحصن ودور.
وفي ذلك الموضع يودع أهل الشام فضول أزوادهم عدة للعودة بعد قضاء الحج والزيارة، يخففون بذلك عن رواحلهم.
وهذا الموضع لا أعرف هذا الاسم له مذكورا في الكتب، فلعله كان يسمى باسم آخر.
وقد ذكر أبو عبيد البكري في كتابه معجم ما استعجم العلاة بفتح أوله على وزن فعلة أرض بالشام، قلت: فلعله هو فغير، والله أعلم.
وذكر أبو عبيد أيضا في ترجمة العوصاء، بالصاد المهملة ممدودا، وهي بلد من أرض الشام ما نصه: «قَالَ الحارث بن حلزة يذكر قتل عمرو بن هند الحارث الغساني، بأبيه المنذر وأخذه ميسون بنت الحارث، وقبتها» .
إذ أحل العلاة قبة ميسون ... فأدنى ديارها العوصاء
ثم قَالَ: العلاة أرض قريبة من العوصاء، وهي أقرب منزل أنزلها فيه عمرو حين أخرجها من الشام.
1 / 15