[واجبات الأخوة]
وآخ من آخيت بالستر لعورته، والإقالة لعثرته، ولا تطل معاتبته إذا هفا، ولا جفوته إذا جفا، ولا تأخذه بالغاية القصوى، فإن زل فأقل، وإن قصر فاحتمل، وإن كملت عندك بصدق المعرفة خلالك، وتيقنت أنك لاتجد كفؤا لك في مثل أخلاقك، فلا تمحض مودتك لمن يكون بمعزل، عما لست عنه فيه بذاهل، واطرح عنك ثقل مؤنته، وأدرج له في مثل مودته، فإن للناس مذاهب مختلفة، وأخلاقا غير مؤتلفة.
يا بني: فإن الكامل في جميع الحالات، المعدود في أهل المروءآت، لا يكلف الأخلاء ما يعدم في الطبع الذي ركبت عليه الأجسام، ولا يحملهم ما تقصر عن بلوغه الأفهام، فلا تراود أحدا على مالا يوجد في خليقته، فتكون قد ظلمته بمراودتك له على معنى لا تناله مقدرته.
يا بني: وخالق الناس بالبشر والبشاشة، واللين والطلاقة، وسلامة الضمائر، واستدعاء ما إليه يشخصون في الظاهر.
Página 201