Manuscritos de las obras de teatro de Mustafa Mumtaz
مخطوطات مسرحيات مصطفى ممتاز
Géneros
وعن هذا الأمر تحدثت مع السيدة ابتسام - ابنة مصطفى ممتاز - حول علاقة الحكيم بوالدها؛ فقالت: «إن والدي كان خجولا جدا لا يرفض طلبا لأحد، وكان الحكيم صديقا لعمي صابر ممتاز، ثم أصبح صديقا لوالدي. وكان والدي يكبر الحكيم بثلاث عشرة سنة، وكان ينظر إليه نظرة الشقيق الأصغر. وفي يوم ما روى لي والدي أن توفيق الحكيم طلب منه مشاركته في كتابة إحدى المسرحيات؛ ليضع اسمه بجوار اسم والدي ... فوافق والدي خجلا؛ فخرجت إلى النور مسرحية «خاتم سليمان» تحمل اسمي مقتبسيها: مصطفى ممتاز وحسين توفيق. وفي عام 1942م التقيت بتوفيق الحكيم في إحدى المناسبات، فقال لي: «أنا لحم كتافي من خير أبوك»!»
15
وربما شعر الحكيم بتأنيب الضمير تجاه موقفه من مصطفى ممتاز في حياته؛ فأراد إصلاح الأمر بعد وفاة ممتاز بثلاث عشرة سنة؛ عندما نشر عام 1977م خطابا - يتعلق بمسرحية «خاتم سليمان» - جاءه من مصطفى ممتاز أثناء وجود الحكيم في الإسكندرية بتاريخ 2 / 7 / 1924م. ولأهمية الخطاب - فيما نحن بصدده - نجتزئ منه هذه العبارات:
عزيزي توفيق، تحية وسلاما، وبعد؛ فقد وصلني بالأمس كتابك بعد أن انتظرت وروده وقتا طويلا، ولا أدري لماذا تأخرت عن الكتابة، مع أن الحياة عندكم منعشة جميلة، تغري بالكتابة ... أما أخبارنا فعلى ما يرام، وقد اتفقت نهائيا مع الأستاذ زكي عكاشة في أواخر يونيو الماضي، وأمضيت عقد الاتفاق ... وقد حصل الاتفاق على ثلاثين جنيها ... هذه هي أهم الحوادث عندي قد أبلغتها إليك. أما عن تقاعدك عن المطالعة أو عمل أي شيء، فهو ما لا أراه لك رأيا، وحبذا لو أنك انتهزت فرصة صفاء الذهن وجمال ما حولك من المناظر، لتعمل عملا جديدا ممتعا، وعسى أن يصلني منك قريبا ما تبشرني به من شروعك في عمل جديد.
16
والملاحظ من عبارات مصطفى ممتاز إلى الحكيم؛ أنها عبارات موجهة من شقيق أكبر إلى شقيقه الأصغر؛ يدفعه إلى العمل والإبداع، ويشد من أزره. وهو ما يؤكد وجهة نظرنا السابقة؛ بأن مصطفى ممتاز كان الموجه الأول للحكيم في كتاباته المسرحية. وبسبب هذا الخطاب المنشور - في كتاب الحكيم «وثائق من كواليس الأدباء» - كتب أحمد رشدي صالح مقدمة؛ قال فيها: «... وموقف الحكيم من هؤلاء الأدباء، هو موقف الرجل الكبير الذي يعرف معنى العرفان. يبدأ رسائله المنشورة هنا، برسالة موجهة من مصطفى ممتاز وهو أحد الأدباء الذين بذلوا جهدا مقدرا، في ارتياد طرق المسرح المصري. والقارئ لا يعرف مصطفى ممتاز، ولكني عرفته عن قرب، وشدني إليه أنه في شيخوخته، لم يفقد إيمانه بعظمة الأدب المسرحي، بل كان دائم الحديث عنه. وكان دائم التقدير لتوفيق الحكيم.»
17
وهكذا حاول الحكيم إنصاف الرجل بعد وفاته بسنوات كثيرة؛ لنلتمس له بعض العذر أمام موقفه السابق تجاه مصطفى ممتاز. ورغم ذلك نعتب - عتابا رقيقا - على أحمد رشدي صالح بسبب كلامه المقتضب - اقتضابا شديدا - عن مصطفى ممتاز؛ الذي قال عنه إنه يعرفه عن قرب ، ورغم ذلك لم يرو حديثه ظمأ القارئ؛ ليعرف من هو مصطفى ممتاز! علما بأن أحمد رشدي صالح كاتب كبير، وله كتابات كثيرة منشورة،
18
وكنا نأمل أن يسهب في التعريف بمصطفى ممتاز؛ لا سيما أن أحمد رشدي صالح هو زوج ابنة الكاتب المسرحي مصطفى ممتاز؛ السيدة الفاضلة اعتدال ممتاز صاحبة كتاب «مذكرات رقيبة سينما».
Página desconocida