Manuscritos de las obras de teatro de Mustafa Mumtaz
مخطوطات مسرحيات مصطفى ممتاز
Géneros
صورة خطاب توفيق الحكيم إلى زكي طليمات عام 1925م.
وهذا الخطاب يكشف لنا حقيقة مهمة، تتمثل في أمرين؛ أولهما: أن الحكيم لم تتفتح موهبته المسرحية في باريس، بل تفتحت في مصر، وقبيل سفره إلى فرنسا. والدليل على ذلك قوله لطليمات: «لأتحدث إليكم عن المسرح هنا.» وهذا يعني أن الحكيم منذ وصوله إلى باريس، وهو يتابع الحركة المسرحية الفرنسية بكل اهتمام بصفته محترفا، لا هاو كما يعتقد الجميع.
7
والدليل على ذلك أيضا أنه يطلب مقابلة زكي طليمات - طالب البعثة الحكومية المصرية لفن المسرح - ليحدثه عن المسرح في فرنسا! ذلك الطالب الذي له باع طويل معروف في مجال المسرح، قبل سفره إلى باريس. فإذا كان الحكيم مارس الفن المسرحي قبل سفره من خلال مسرحيتين فقط - هما: «العريس»، و«خاتم سليمان» في عامي 1923، و1924م - فطليمات أسبق منه بعشر سنوات في هذه الممارسة، منذ كان ممثلا بجوق أبيض وحجازي عام 1914م، وبفرقة عبد الرحمن رشدي، وفرقة عزيز عيد عام 1918م. بل إن طليمات فاز بالجائزة الأولى في التمثيل الدرامي عام 1925م، مما أهله للسفر طالبا في بعثة مسرحية إلى فرنسا.
8
أما الأمر الآخر، فيتمثل في توقيع الحكيم - أسفل الخطاب السابق - بعبارة: «كاتب رواية «العريس» و«خاتم سليمان».» أي إن الحكيم نسب مسرحية «خاتم سليمان» إليه وحده، على الرغم من أنها اقتباس مشترك بينه وبين مصطفى ممتاز! وربما لم يتعمد الحكيم ذلك؛ فكتب عبارته غفلا من ذكر مصطفى ممتاز؛ على اعتبار أن القصاصة كتبت في عجالة.
ومما سبق يتضح لنا أن بداية توفيق الحكيم المسرحية كان وراءها عاملان؛ الأول: الموهبة، والآخر: مصطفى ممتاز مكتشف هذه الموهبة ومحركها الأول. وكفى بنا أن نعلم أن في عام 1927م كتبت مجلة «المسرح» عدة مقالات عن أسلوب وطريقة كتاب المسرح في هذه الفترة، ومن هؤلاء الكتاب كان الحكيم ومصطفى ممتاز. ومن الملاحظ أن ما كتب عن أسلوب مصطفى ممتاز يتشابه إلى حد كبير مع ما كتب عن أسلوب الحكيم.
9
وهذا الأمر يشير إلى أن الحكيم تأثر بأسلوب ممتاز في الكتابة المسرحية - في تلك الفترة - أو أن مصطفى ممتاز كان موجها مسرحيا للحكيم.
ورغم ذلك، لم يعترف الحكيم في مذكراته بتأثير ممتاز على موهبته المسرحية؛ إلا أنه في الوقت نفسه لم يتجاهله؛ فذكره بشيء من الاقتضاب قائلا عنه في كتابه «سجن العمر»:
Página desconocida