Los Manuscritos del Mar Muerto y la Comunidad de Qumrán
مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران
Géneros
66
ويلاحظ في الرد على الأستاذين الإكسفورديين أن مخلفات قمران، ولا سيما التعليق على المزمور السابع والثلاثين، تجعل من «المعلم» كاهنا، أما مناحيم فإنه بموجب شهادة يوسيفوس بن يهوذا الجليلي مؤسس حركة الغيورين في حوالي السنة 6 بعد الميلاد، ولا إشارة البتة إلى علاقته بالكهنوت أو انتسابه إلى عائلة كهنة. ثم إن أخبار الغيورين تدل على أنهم أرادوا أن يلجئوا إلى العنف والاغتيال لتحرير إسرائيل. هم الإسخريطيون أصحاب الخنازير. هم جماعة من الإرهابيين الذين رأوا في الإرهاب وسيلة للوصول إلى هدف أسمى. أما القمرانيون فإنهم جماعة من التائبين الزاهدين المتواضعين المحبين الذين آثروا أن يبتعدوا عن العالم ليعدوا طريق الخلاص، والحرب عندهم بين أبناء النور وأبناء الظلام هي حرب انقضاء الدهر لا حرب قريبة الوقوع ضد رومة وعمالها. والدرج الذي يحمل أخبار هذه الحرب هو درج سابق لظهور الغيورين، هو أثر من آثار القرن الأول قبل الميلاد.
67
وفي السنة 1957 أصدر حاييم ربين، الأستاذ في الجامعة العبرية، كتابه «الأبحاث».
68
فرأى في جماعة قمران «حابورة» من حابورات الفريسيين التي شاع نظامها في القرن الأول قبل الميلاد. والحابورة في العربية هي «مقعد اليهود في مجامعهم»، ويرى حاييم أن حابورات القرن الأول التي انتظمت لتطبيق الناموس تطبيقا تاما، ولتطهير الجسد والنفس كانت أكثر استمساكا وأشد انضباطا من حابورات العهد الربوني المتأخر، وأن حابورة قمران تعود إلى عصر الانتقال من العهد الفريسي القديم إلى العهد الربوني المتأخر؛ أي: إلى منتصف القرن الأول بعد الميلاد.
وأول ما يؤخذ على حاييم أن استنتاجه لا يتفق من حيث الزمن مع معطيات التنقيب في خرائب قمران، ثم ليس هنالك في أي مرجع من المراجع ما يدل على أي خصام بين الحابورات الفريسية القديمة والحابورات الربونية المتأخرة، وكذلك فإن التقويم القمراني يختلف كل الاختلاف عن التقويم الفريسي.
69
سد الثلمة
وأسفرت أعمال التنقيب في خرائب قمران عن ظهور ثلمة في تاريخ هذه الخرائب تمتد من السنة 31 قبل الميلاد حتى السنة 4 قبل الميلاد. فليس هنالك ما يدل على سكنى هذه الخرائب في هذه الفترة، فكيف نفسر هذه الظاهرة الأثرية على ضوء الماضي المعروف من المصادر التاريخية الأخرى؟ والجواب العلمي هو أنه ليس لدينا أي دليل راهن يمكننا الاسترشاد به؛ فقد يكون السبب في ذلك أن الزلزال الذي حل بقمران في السنة 31 قبل الميلاد أفزع الإخوان فأبعدهم. وقد يكون السبب قحطا حل بالمنطقة، فأدى إلى الجوع فالرحيل. وقد يكون عطف هيرودوس الكبير على الحاسيين وشعور هؤلاء بأنه لم يبق من موجب لاستمرار العزلة أو الإقامة في قمران. وقد يكون السبب وهنا حل بصبر بعض الإخوان، فسئموا الانتظار فخرجوا.
Página desconocida