Los Manuscritos del Mar Muerto y la Comunidad de Qumrán
مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران
Géneros
وقد اختلف العلماء في تعيين الكاهن الكاذب ومعلم الصدق وتشعبت آراؤهم. ولعل السبب في هذا التباين أن مخلفات قمران محدودة، وأن نصوصها التي تتعلق بهذا الموضوع مبهمة غامضة ومخرومة ناقصة، وأن المراجع التاريخية المعاصرة قليلة في عددها، عمومية في مواضيعها، خالية من التفاصيل الدقيقة اللازمة لأجل البت في أمر الكاهن والمعلم. ومن أهم أسباب هذا الاضطراب والشقاق أن معظم الباحثين في هذا الموضوع هم لغويون لا مؤرخون، ولم يسبق لهم أن تدربوا في النقد التاريخي وسلامة الاستنتاج، وجميع ما يقع تحت علم المصطلح. ومما يلفت النظر أن هؤلاء الباحثين يصرفون معظم وقتهم في تهديم ما يقوله غيرهم، ولا ينتقلون من النقد السلبي إلى العمل الإيجابي. فتتعارض أهواؤهم قبل تباين آرائهم. ومن هنا اعتمادنا أبحاث الأبوين دي فو وميليك والأستاذ بوروز وتقديم آرائهم على افتراضات غيرهم.
وليس لنا أن نذكر هنا جميع هذه الافتراضات والآراء، ولو فعلنا لاضطررنا أن نفرد لها كتابا خصوصيا. وقد يكفي أن نلخص بعضها لتبيان تباينها. فهنالك من يجعل الظرف التاريخي الذي ظهر فيه الكاهن الكاذب ومعلم الصدق سابقا لعهد المكابيين، فيرى معلم الصدق في شخص أوقيا الثالث الكاهن الأعظم معاصر أنطيوخوس الرابع أبيفانس (175-164)، ويرى الكاهن الكاذب في شخص منلاوس، وبعض من يقول هذا القول يفرق بين صاحب الكذب وبين الكاهن الفاسد، فيرى الأول في شخص أنطيوخوس، والثاني في شخص منلاوس. وأضعف ما في هذا القول كله أنه ليس فيما نعلم عن أونيا ما يخول جعله معلم الصدق، وأنه ليس في نصوص قمران ما يخولنا التفريق بين صاحب الكذب والكاهن الفاسد.
56
وهنالك من يجعل الظرف الذي ظهر فيه معلم الصدق ظرف الثورة المكابية، وهؤلاء يرون في الألفاظ العبرية التي تشير إلى معلم الصدق معنى غير معنى «المعلم». فهذا المؤسس هو الموجه لا المعلم، وعندئذ يصبح القول في نظرهم بأن هذا الموجه هو إما متتيا المكابي أو ابنه يهوذا، والكاهن الكاذب الفاسد هو في نظر هؤلاء ألكيموس، الذي طمع أن يصير كاهنا أعظم، فأمسى كافرا، في نظر المقدسيين من إسرائيل.
57
ويكون المعلم الصادق، والحالة هذه، أحد أولئك الحسيديين الذين أوقع ألكيموس بهم.
58
وعلى الرغم من أن أرسطوبولس الأول (104-103) أظهر التكبر والتجبر، واستصغر تاج الكهنوت ومات ميتة شنيعة، فإن أحدا من العلماء الباحثين لم يربط بينه وبين الكاهن الكاذب، ولكن عددا منهم يرون في شخص أخيه ألكسندروس ينايوس (103-76) ما يتفق وشخصية الكاهن الكاذب، فهو الطامح الطامع الداعر الفاسق الذي نكل بالفريسيين وقتل وجوههم واعتل بحمى الربع، فدامت عليه ثلاث سنوات ونهكت جسمه. ويرى هؤلاء أن معلم الصدق هو إما أليعازر أو يهوذا الذي أنب يوحنا هيركانوس، واستهدف غضب ألكسندروس ينايوس.
59
وذهب دوبون صومر
Página desconocida