Los Manuscritos del Mar Muerto y la Comunidad de Qumrán
مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران
Géneros
ولا يجوز الأخذ بفروقات النصوص بين ما وجد في قمران وبين ما يعتبر النص المسور لتعيين زمن كتابة الدروج، كما لا يجوز اعتبار الاتفاق بين هذه النصوص جميعها دليلا على الزمن الذي استنسخت فيه دروج قمران. فمجرد الاتفاق في النص بين الدروج وبين المسور لا يدل في حد ذاته على أن الدروج نسخت بعد تسوير النص. فالنص المسور لم يكن في استنباط المسورين. وكذلك الفروقات بين نصوص الدروج والنص المسور ليست دليلا في حد ذاتها على أن نصوص الدروج سابقة للنص المسور.
12
ولكن هنالك فرقا في اللغة بين نص بعض هذه الدروج وبين النص المسور. فالنص المسور الذي سور ما بين القرن الرابع والقرن العاشر بعد الميلاد جاء أوروشليميا في اللهجة، بينما نص نبوة أشعيا في درج دير القديس مرقس جاء بلهجة عبرية أخرى تختلف عن النص المسور في قواعد اللغة وفي التهجئة. وقد تكون بعض المخالفات في التهجئة في درج القديس مرقس ناشئة عن جهل الكاتب أو عن قلة اعتنائه وتيقظه. وقد تكون ناشئة عن انتماء النص بكامله إلى عصر غير العصر الممثل في النص المسور. وأهم الاختلافات في التهجئة ناشئ عن محاولة قام بها كاتب نص الدرج لضبط لفظ الألفاظ بحروف العلة. وهنا يصح التساؤل: هل كانت هذه المحاولة سابقة لضبط النص المسور بالشكل أم لاحقة له؟ وقد ذهب بعض العلماء إلى أن مثل هذا الضبط بحروف العلة يعود إلى زمن أمست فيه اللغة العبرية لغة كلاسيكية غير محكية، وأنها لو كانت لا تزال محكية لما شعر القراء بحاجة إلى هذا النوع من الضبط.
ويرى آخرون أن حصر التهجئة بالحروف الساكنة الصحيحة وعدم ضبطها بالشكل أو بحروف العلة يحير القارئ، ولو كان من أبناء اللغة التي يقرأ، وأن اللجوء إلى ضبط النصوص بأحرف العلة سابق لضبطها بالشكل كما جاءت في النص المسور. وهكذا فإن ظاهرة الاختلاف في تهجئة الكلمات لا تعين الباحث على تعيين الزمن الذي كتبت فيه هذه الدروج. وهنالك اختلافات في مد حروف العلة، واختلافات تحريك أواخر الضمائر تومئ إلى عصر سابق لعصر النص المسور. ولكنه لا يجوز البت في شيء من هذا قبل التثبت من إحصاء كل ما لدينا من نوعه.
13
وليس بإمكاننا أن نحدد الزمان الذي صنفت فيه بعض الدروج؛ لأنه ليس في أخبارها المروية ما يعيننا على ذلك، وليس في مقدماتها أو خواتمها ما ينص على شيء من هذا. فلو أخذنا درج التعليق على حبقوق، وهو ذو صبغة قمرانية هامة، لوجدناه خاليا من الإشارة إلى المعلق وخلوا من أي تاريخ معين، وأخباره المروية جاءت خالية من الإشارة إلى وقائع معينة أو أسماء معروفة يمكن التعويل عليها في تحديد زمن التصنيف؛ فهي من نوع إشارة دانيال (11) إلى «ملك الجنوب» و«ملك الشمال». ولعل المعلق تعمد الإبهام لينجو بذلك من المراقبة والاضطهاد. وأوضح الإشارات في درج حبقوق ذكر أعمال شعب معين هو شعب «كتيم». ولكن ما جاء عن هذا الشعب لا يفسح المجال لأي استنتاج منطقي سليم؛ فشعب كتيم «سريعون أشداء في الحرب» وهم «لا يؤمنون بشرائع إله إسرائيل، يحيكون الشر وينفذون الخطط بدهاء وغش، يدوسون الأرض بخيولهم وحيواناتهم، يأتون من أماكن بعيدة من شواطئ البحر؛ ليلتهموا الشعوب كالطيور الجوارح.» وليس في مثل هذا القول كله ما يعين المؤرخ على التحديد والتعيين. وأوضح ما جاء عن شعب كتيم أنهم يقدمون الذبائح لأعلامهم، ويسجدون لأسلحتهم، وليس في هذا أيضا ما يعيننا على سلامة الاستنتاج وطمأنينة العقل.
14
الفصل الثالث
بعض الماضي المعروف
الدروج والجرار
Página desconocida