Los Manuscritos del Mar Muerto y la Comunidad de Qumrán
مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران
Géneros
وفوجئ المنقبون والعمال والتعامرة، في مطلع السنة 1955، بكنز مدفون حوى خمسمائة وخمسين قطعة من الفضة من مسكوكات مدينة صور الصادرة عنها في القرن الأول قبل الميلاد قبل السنة التاسعة، وكان قد دفن في جرات ثلاث في أرض غرفة صغيرة من غرف أحد الأجنحة، فعنيت به إدارة المتحف في بيت المقدس، ونظفت القطع مما علاها من الصدأ، وعرضتها كما عثر عليها، فضة براقة تتدفق من جرات قديمة.
وهكذا فإن قطع الدراهم التي وجدت في خرائب قمران عديدة ومتنوعة. ولولا كثرتها وتنوعها لما تمكنا من الاستعانة بها لتعيين الزمان الذي قامت فيه هذه الأخربة آهلة بالسكان؛ فمجرد العثور على ليرة ذهبية عثمانية في خربة ما في لبنان مثلا لا يدل دلالة منطقية سليمة على أن الخربة قامت آهلة بالسكان في الزمان الذي سكت فيه هذه الليرة؛ فإننا لا نزال في لبنان نتداول الليرات العثمانية الذهبية التي سكت في عهد عبد الحميد ومحمد رشاد حتى ساعتنا هذه، وبعد مرور نصف قرن على صدورها وعلى خروج الأتراك من ربوعنا . ولكن العثور على كثرة من النقود الواحدة في خربة معينة تدل على أن سكان هذه الخربة عاشوا في العصر الذي كثرت فيه هذه النقود وكثر التداول بها.
ولما كانت النقود التي سكت في عهد الإسكندر بن يوحانان
Alexander Jannaeus
الحشموني كثيرة في خرائب قمران، وكان هذا الإسكندر قد حكم من السنة 103 حتى السنة 76 قبل الميلاد، جاز القول: إن خرائب قمران كانت قائمة آهلة بالسكان في هذه الحقبة من تاريخ فلسطين.
وإذا استثنينا أمر الكنز الذي وجد مدفونا في إحدى الغرف، جاز لنا القول: إن الخرائب خلت من نقود تعود إلى عهد هيرودوس الكبير (37-4) قبل الميلاد. ولعلها خلت من السكان أيضا؛ لأن الجدران والسلالم والصهاريج لا تزال تحمل آثار زلزال كبير حل بها في عهد هيرودوس نفسه في السنة 31 قبل الميلاد؛ فالدرجات التي تؤدي إلى أحد الصهاريج مشقوقة من أسفلها حتى أعلاها. وقد انخسف أحد شقيها مقدار ثلاثين سنتيمترا عن الآخر. وجدران البرج الكبير مشققة أيضا، وعتبة من أعتاب غرفه مكسورة، وكذلك جدران بعض الأبنية الأخرى. ونحن نعلم نقلا عن يوسيفوس أن أرض فلسطين زلزلت في عهد هيرودوس في السنة 31، وأنه كان، وقت الإرجاف، على رأس جيشه في أريحا بالقرب من قمران، وأن جنوده تطايروا فزعا، ولكنه وفق إلى جمعهم والسير بهم عبر الأردن لمقابلة عدوه.
3
ولا تتكاثر النقود قبل عهد الأباطرة الرومانيين الأولين (6-67) بعد الميلاد. وقد يكون السبب في ذلك أن سكان قمران لم يجرءوا على العودة إليها، ولم يذهب خوفهم من الزلزال إلا بعد مرور ربع قرن عليه. فإنهم لم يرتقوا الشقوق ولم يدعموا الجدران، ولم يحفروا الصهاريج الجديدة إلا في النصف الأول من القرن الأول بعد الميلاد.
وجاءت الثورة الأولى في السنة 66 بعد الميلاد، فعمت فلسطين بكاملها، وشملت قمران، واضطرت رومة أن تقمعها، فأطل فيسباسيانوس بجنوده على أريحا وسهولها. ولعله لقي شيئا من المقاومة في قمران فأحرقها؛ فإن رءوس النبال الرومانية لا تزال منثورة في طبقة من الرماد وغيره من آثار النار. ولمس الرومان أهمية قمران من الناحية الاستراتيجية لنشر الأمن في البلاد، فحولوا برج قمران وبعض مبانيها القريبة من البرج إلى ثكنة عسكرية، وما فتئوا مقيمين فيها حتى نهاية القرن الأول، وعند خروجهم منها أمست خالية من السكان، ولم يعد أحد إليها قبل الثورة الثانية (132-135)، وما إن خمدت هذه حتى عادت قمران إلى سابق وحشتها، وما فتئت حتى يومنا هذا.
4
Página desconocida