194

Colección de Cartas, Cuestiones y Fatwas

مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى

Editorial

دار ثقيف للنشر والتأليف

Número de edición

الطبعة الأولى

Año de publicación

١٣٩٨هـ

Ubicación del editor

الطائف

Géneros

Fatwas
المتأخرين أولى بأن لا يتلقى من كلامهم بالقبول إلا ما وافق تفسير السلف وقام عليه الدليل. وهنا المعترض من جهله يحسب كل بيضاء شحمة يعظم المفضول من الأشخاص والتصانيف، ولا يعرف ما هو الأفضل، ولو كان له أدني مسكة من فهم ومعرفة بالعلماء، ومصنفاتهم لعلم أن أفضل ما في أيدي الناس من التفاسير هذه الثالثة التي نقلنا منها تفسير أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، وتفسير الحسين بن مسعود البغوي، وتفسير العماد اسماعيل بن كثير فهذه أجل التفاسير، ومصنفوها أئمة مشهورون أهل سنة ليسوا بجهيمة، ولا معتزلة ولا قدرية، ولا جبرية ولا مرجئة بحمد الله، وأكثر ما في هذه التفاسير الأحاديث الصحيحة، وآثار الصحابة وأقوال النابغين وأتباعهم، فلا يرغب عنها إلا الجاهلون الناقضون المنقوصون والله المستعان، والمصنفون في التفسير وغيره غير ما ذكر المعترض كثيرون، وأحسن من البيضاوي وأبي السعود البحر لأبي حيان، لأنه كثيرًا ما ينقل في تفسيره عن السلف والأئمة، وكذلك تفسير الخازن. وبالجملة فمن كان من المصنفين أبعد تقليد المتكلمين، وذكر عباراتهم، ويعتمد أقوال السلف فهو الذي ينبغي النظر إليه والرغبة فيه، وعلى كل حال فليس في تفسير البيضاوي وأبي السعود وشرح القسطلاني، ومواهبه ما ينفع هذا الجاهل المفتري، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله. وقول المعترض على قول المجيب: علماؤهم شر من تحت أديم السماء. فيقال: هل ورد هذا الحديث في أهل العراق فهم على عهد النبي ﵌ كفار مجوس، أو فيما يأتى فهذه شفاعة على غالب علماء الأمة، ومنهم الامام أبو حنيفة والامام أحمد وأمثالهم، فالجواب أن هذا كلام من لا يعقل ولا يفهم شيئًا ولا يفرق بين أهل السنة والجماعة وأهل البدعة والضلالة ففي الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: "لا تقوم الساعة حتى يعبد فئام من أمتي الأوثان ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" رواه البرقاني في صحيحه، وقد أخبر النبي ﷺ أن أمته ستفرق كما افترقت اليهود والنصارى فاليهود افترقت على احدى وسبعين والنصارى على اثنتين وسبعين وهذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة. وأول من فارق الجماعة في عهد الصحابة ﵃ الخوارج قاتلهم علي ﵁ بالنهروان والقدرية في أيام ابن عمر وابن عباس، وأكثر الصحابة موجودون، ومن دعاتهم معبد الجهني، وغيلان القدري الذي قتله هشام بن عبد الملك، وكذلك الغلاة في على الذين خذلهم علي الاخاديد وحرقهم بالنار، ومنهم المختار بن أبي عبيد الذي قتله مصعب بن الزبير ادعى النبوة وتبعه خلق، ثم ظهر فتنة الجهيمة،

1 / 206