Colección de Ensayos de Ibn Taymiyya
Géneros
============================================================
74 الغرقين معصين آدم وابلايس الفرق، واعنصام بالامل والنعي، وحينثذ فقد نقضت اصلك وتنافضت فيه . وهذا لازم لكل امن معك فيه. ثم مع فساد هذا الاصل وتناقضه فهوقول باطل وبدعة لمضلة، فمن جعل الايمان بالقدر وشهوده عذرا في ترك الواجبات وفعل المحظورات (1) بل الايمان بالقدر حسنة من الحسنات ، وهذه لاتنهض بدفع جميع السيثات، فاف اشرك مشرك بالله و كنب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ناظرا الى أن ذلك مقدر عليه لم يكن ذلك غافرا لتكذييه، ولا مانعا من تعذيبه، فان الله لايغفر آن يشرك به سواء كان الشرك مقرا بالقدلر وناظرا اليه، أو مكذبا به أو غاقلا عنه ، بل قد قال ابليس (فبما اضويتني لأزينن لهم في الارض ولا غوينهم اجمعين) فأصر واحتج بالقدر، فكان ذلك زيادة في كفره * وسببا لمزيد عذابه. وأما آدم عليه السلام فانه قال (ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وتوحمنا لنكونن من الخاسرين) قال تعالى (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه لانه هو التواب الرحيم) فمن استغفر وتاب كان آدميا سعيدآ. ومن آصر واحتج بالقدر كان ابليسيا شقيا . وقدقال تعالى لابليس (لاملان جهم منك ومن تبمك منهم اجمعين) وهذا الموضع ضل فيه كثير من الخائضين في الحقائق فانهم يسلكون اتواا من الحقائق التي يجدونها ويذوقونها ويحتجون بالقدر فيما خالقوا (1) سقط من هنا جواب : فن جعل - والمعنى من جعل الايمان بالقدر عذوا لمن عصى الله واشرك به - لرمه كون هذا الايمان منكرا من المنكرات وضلاه من الضلالات وليس الامر كذهح بل الايان بالقدر حستة من الحسنات الخ
Página 74