Colección de Escritos del Hafiz Al-Alai

صلاح الدين العلائي d. 761 AH
65

Colección de Escritos del Hafiz Al-Alai

مجموع رسائل الحافظ العلائي

Investigador

وائل محمد بكر زهران

Editorial

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Ubicación del editor

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Géneros

والْوَجْهُ الثَّانِي: أن هذا الذي يظنونه شكًّا أنا أولى به؛ فإنه ليس بشك ولكنه طلب لمزيد اليقين، وهذا على أحد التأويلات المذكورة في قول إبراهيم ﵇: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ (١). قالوا: فسأل زيادة اليقين وقوة الطمانينة كان لم يكن في الأول شك؛ إذ العلوم النظرية والضرورية قد تتفاضل في قوتها فأراد الانتقال من النظر إلى المشاهدة والترقي من علم اليقين إلى عين اليقين فليس الخبر كالمعاينة، قال سهل بن عبد اللَّه التستري ﵀: سأل كشف غطاء العيان ليزداد بنور اليقين تمكنًا في حاله. وَفِي الآيَةِ وُجُوهٌ أُخَر لِأَهْلِ التَّفْسِيرِ: مِنْهَا وَهُوَ أَظْهَرُهَا: أنه ﵇ أراد الطمانينة بعلم كيفية الإحياء مشاهدة بعد العلم بها استدلالًا، فإن علم الاستدلال قد تتطرق إليه الشكوك بخلاف علم المعاينة فإنه ضروري ويكون معنى قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ تُؤْمِنْ﴾ استفهام الإيجاب كقول جرير: *ألستم خير من ركب المطايا* يعني: أنتم كذلك. وَمِنْهَا: ما روي عن ابن عباس ﵄ وسعيد بن جبير والسدي أن ملك الموت ﵇ استأذن ربه أن يأتي إبراهيم ﵇ فيبشره بأن اللَّه اتخذه خليلًا فأتاه وبشره بذلك فحمد اللَّه وقال: ما علامة ذلك؟ قال: أنه يجيب دعاءك ويحيي الموتى بسؤالك، فقال إبراهيم ﵊ بعد ذلك: رب أرني كيف تحيي الموتى، وأراد بذلك زيادة الطمانينة في أنه هو الخليل. ويكون معنى قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ تُؤْمِنْ﴾ أي: ألم تصدق بعظم منزلتك عندي واصطفائك وخلتك. وفيه أيضًا وجوه أخر غير ذلك، واللَّه سبحانه أعلم. أخبرنا محمد بن أبى الهيجاء بقراءتي عليه، أنا الحسن بن محمد بن محمد بن

(١) البقرة: الآية ٢٦٠.

1 / 72