Majmuc Mudhhab
المجموع المذهب في قواعد المذهب
Editorial
دار عمار ؛ مكة المكرمة : المكتبة المكية
Géneros
وأداء الأمانة . وقد انخرمت الثقة بذلك، لجرأته على ربه عز وجل، بارتكابه ما يعتقده كبيرة.
وأما مفاسد الآخرة، فلا يعذب تعذيب زان، ولا قاتل، ولا اكل مالا حراما، لأن عذاب الآخرة مرتب على رتب المفاسد في الغالب، كما أن ثوابها مرتب على رتب المصالح في الغالب.
ام قال: والظاهر أنه لا يعذب تعذيب من ارتكب صغيرة، لأجل جرأته، وانتهاكه الحرمة، بل عذابا متوسطا بين الصغيرة والكبيرة .
قلت: وعكس هذا من وطىء أجنبية بشبهة، وهو يظنها حلالا له، لا يترتب عليه شي من العقوبات، والمؤاخذات المترتبة على الزاني، اعتبارأ بنيته ومقصده.
وقد روي عن النبي أنه قال : "نية المؤمن خير من عمله"، وفسر ذلك بأن المؤمن يخلد في الجنة، وإن كانت مدة عمله الصالح متناهية ، لأن نيته كانت أنه لو بقي أبد الآباد مستمرا على الإيمان، فجوزي على ذلك بالخلود في الجنة. كما أن الكافر مخلد في النار.
ام قابلة لنيته، أنه لو عاش ما عاش، مستمرا على الكفر.
وهذا القدر كاف في النية والمقاصد، يرجع إليها كثير من المسائل الفقهية، أوا أكثرها، لا سيما بحسب ترتب الثواب عليها، حتى في المباحات كما تقدم، ولبالله التوفيق.
القاعدة الثانية : إن اليقين لا يزول بالشك، وإن الأصل بقاء ما كان على ما كان عليه: ودليلها: الحديث الصحيح عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال : شكي إلى النبي الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، قال: (لا ينصرفن حتى يسمع صوتا، أو يجدا رحا) متفق عليه.
وفي صحيح مسلم، عن آبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي قال: (إذا وجد
Página desconocida