162

الأول ابن عمرو بن امرئ القيس، وأمه الشقيقة بنت أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، وهو الذي تعبد وساح، فلا يدرى إلى ما صار أمره.

قال ابن الكلبي: كالن امرؤ القيس هذا ذا جمال ومنطق، وكان طويل المصاحبة للذات، كثير العكوف على اللهو، وكان مع ذلك يرجع إلى عقل أصيل، ورأي ثابت، فخرج يوما في بعض ملاهيه، إما متبديا أو متصيدا، فانقطع عن أصحابه، فاذا هو برجل كالمفآد [1] عليه أطمار، قد جمع عظاما من عظام الموتى، وهي بين يديه، فقال له الملك: ما قصتك أيها الرجل؟ وما بلغ بك ما أرى من سوء الحال، وشسوف [2] الجسم، وتلويح اللون، والانفراد بهذه الفلاة؟ فقال له الرجل: أما ما ترى من تغير حالي، ونحول جسمي وشحوبي، فأني على جناح سفر بعيد، وبي موكلان مزعجان يحدوان بي إلى منزل ضنك المحل، مظلم القعر، كريه المقر، ثم يسلماني إلى مصاحبة البلى، ومجاورة الهلكى، بين أطباق الثرى، فلو تركت بذلك المضجع [64 ظ] مع جفائه وضيقه ووحشته، ويقطع أعضائي فيه، وارتعاء، أحناش الأرض [3] في لحمي وعصبي وعظامي، حتى أعود رفاتا، وتصير

Página 187