اليقظة، ويعرف صفاته ﷺ، فإن الشيطان لا يتشبه في صفاته وشخصيته ﵊، فمن كان يعرفه حق المعرفة ويميزه حق التمييز عن غيره، فهذا قد يراه في المنام.
أما الذي لا يعرف صفات الرسول ﷺ ولا يميز شخصيته الكريمة ﵊، فهذا قد يأتيه الشيطان ويدعي أنه الرسول ﷺ ويضلله في دينه، فليس الأمر على إطلاقه، لا بد لمن رأى النبي ﷺ أن تكون رؤياه صادقة إذا كان يعرف النبي ﷺ ويميزه عن غيره، أما إنسان لا يعرف النبي ﷺ ولا يعرف صفاته، ولا يميز صفة النبي ﷺ وشخصيته عن غيره، فهذا قد يلبس عليه الشيطان، قد يأتيه ويدعي أنه الرسول ﷺ.
أما من الناحية الثانية: وهي أن الرسول ﷺ علمه وردًا في الرؤيا، فهذا كما تفضل السائل، هذا أمر باطل؛ لأن التشريع قد انتهى بوفاة النبي ﷺ، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ [المائدة: ٣]، ولا يرد بعد الرسول ﷺ تشريع شيء وزيادة شيء على ما كان قبل وفاته ﵊، لا ورد، ولا غير ورد، فليتنبه لهذا.
***
الفرق بين النبي والرسول
سؤال: هل هناك فرق بين الرسول والنبي، وما هو؟
الجواب: الله تعالى يقول: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ [الحج: ٥٢]، فذكر الرسول والنبي، والعطف يقتضي المغايرة، وأنهما نوعان، وقد عرف العلماء الرسول بأنه: من أوحي
1 / 50