سؤال: هل نقيس على هذا التطير، التفاؤل، كأن يرى الإنسان مثلًا طائرًا جميلًا في أول يومه أو يبشر بخبر سعيد، يتفاءل بيوم سعيد له؟
الجواب: أما رؤية الطير الجميل وما أشبه ذلك، هذا لا أعرف له أصلًا، ولكن التفاؤل هذا شيء طيب؛ لأن النبي ﷺ كان يعجبه الفأل، والفأل أمل بالخير، خلاف الطيرة، فإنها أمل بالشر، وسوء ظن بالله ﷾، وكان النبي ﷺ يعجبه الفأل إذا سمع الكلمة الطيبة، فإنه ﵊ يعجبه ذلك.
***
الإنسان مسير ومخير
سؤال: أرجو إفادتي هل الإنسان مخير في دنياه أم مسير، ففي الآية الكريمة التالية: ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: ٢٩]، تفيد أن الإنسان مخير، وفي الآية الكريمة الأخرى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [التكوير: ٢٩]، تفيد أن الإنسان مسير، فما معنى الآيتين، وهل بينهما تعارض كما يظهر أم لا؟
الجواب: الإنسان مسير ومخير، يجتمع فيه الأمران، فهو مسير من حيث جريان أقدار الله وقضائه عليه، وخضوعه لذلك كونًا وقدرًا، وأنه لا يمكنه التخلص من قضاء الله وقدره، الذي قدره عليه، من هذه الناحية مسير.
أما من ناحية أفعاله هو وحركاته وتصرفاته فهو مخير؛ لأنه يأتي ويذر من الأعمال بإرادته وقصده واختياره، فهو مخير.
1 / 47