189

Majmuc Fatawa

مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله

Géneros

Fatwas

وقال في سورة الأنبياء في وصف الملائكة: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون} (1) وأخبر عز وجل أنه لا يرضى من عباده الكفر، وإنما يرضى منهم الشكر، والشكر هو توحيده والعمل بطاعته، فقال تعالى في سورة الزمر: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم} (2) وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال " من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه " أو قال " من نفسه (3) » وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا (4) » والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وجميع ما ذكرنا من الآيات والأحاديث كله يدل على أن العبادة حق الله وحده، وأنه لا يجوز صرف شيء منها لغير الله، لا للأنبياء ولا لغيرهم، وأن الشفاعة ملك لله عز وجل، كما قال سبحانه: {قل لله الشفاعة جميعا} (5) الآية، ولا يستحقها أحد إلا بعد إذنه للشافع، ورضاه عن المشفوع فيه، وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد كما سبق. أما المشركون فلا حظ لهم في الشفاعة، كما قال تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} (6) وقال تعالى: {ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع} (7) والظلم عند الإطلاق هو الشرك كما قال تعالى: {والكافرون هم الظالمون} (8) وقال تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} (9)

أما ما ذكرته في السؤال من قول بعض الصوفية في المساجد

Página 174