Majmuc
مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام
Géneros
[الكلام في قول الله سبحانه: {وإن منكم إلا واردها} والصراط
وتأويلهما]
والمسألة الثالثة: تأويل قول الله سبحانه: {وإن منكم إلا واردها} [مريم:71]، وتأويل الصراط، وذلك لأن من المفسرين من زعم أن الضمير في: واردها، المراد به جهنم، وأن جميع الناس يمرون في صراط فوقها؛ فمنهم من تزل قدمه، ومنهم من يسلم.
وأنكر ذلك بعضهم، وقال: [إن] الضمير في واردها راجع إلى الموضع الذي ذكره الله سبحانه بقوله: {ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا(68)} [مريم] ، هذا إذا كان الخطاب عاما لأهل الجنة وأهل النار.
وإن كان خاصا للذين عناهم بقوله سبحانه: {فوربك لنحشرنهم والشياطين} [مريم:68]، ارتفع الخلاف.
ومما احتج به من أنكر ورود أهل الجنة [لجهنم] قول الله سبحانه: {لا يسمعون حسيسها} [الأنبياء:102]، وقوله: {وهم من فزع يومئذ ءامنون(89)} [النمل]، قالوا: ولا فزع أعظم من المرور فوق جهنم على مثل حد السيف، ومع ذلك فقد أخبر الله سبحانه أن لكل باب من أبواب جهنم جزءا من أهل النار مقسوما، وأنهم يساقون إليها من موضع الحساب الذي يرده كل إنسان إلا من شاء الله سبحانه من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وكذلك أهل الجنة يساقون إليها من ذلك الموضع لا إلى جهنم.
Página 96