67

Majmuc

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

Géneros

Fiqh chií

وأما القرآن: فيجب الإيمان به قولا عملا واعتقادا لأجل كونه حجة الله بعد العقل باقية لا يجوز مخالفته، وكونه معجزا لا يقدر أحد على الإتيان بمثله لا في الفصاحة، ولا فيما يتضمن من الأخبار بالغيوب الماضية والمستقبلة، ولا في كونه محفوظا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا فيما وصفه الله سبحانه به نحو كونه تبيانا لكل شيء ونورا، وروحا وشفاء، وبصائر وهدى وبشرى للمؤمنين.

وكذلك وصف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - [له] بقوله: ((إذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع، وشاهد مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، هو أوضح دليل إلى خير سبيل، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل)) ويجب تحكيم المحكم منه على المتشابه، والمبين على المجمل، والناسخ على المنسوخ، والخاص على

العام، ويجب الإئتمار [بجميع] ما أمر الله سبحانه به، والإنتهاء عن جميع ما نهى [الله] عنه، ويجب الرجوع في كل مشكل من غامض علومه، أو مختلف فيه من تأويله، إلى سؤال من أمر الله بسؤاله، والرد إليه من ورثته وأهله، والتمسك بهم مع الكتاب، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) ونحو ذلك من الأخبار المتفقة في المعنى، وإن اختلفت الألفاظ.

ويجب ترك الاغترار بشبه من زعم أن عقله يغنيه عن الكتاب وأهله، ومن زعم أن ورثة الكتاب هم جميع العلماء، ومن زعم أن القرآن الصحيح مكتوم مع الأئمة الغائبين، ومن زعم أن للقرآن تأويلا باطنا مخالفا لجميع ظواهره.

Página 81