218

Majmuc

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

Géneros

Fiqh chií

ومذهب بعض المعتزلة أن لفظ ذات اسم جنس يشترك فيه ذات الباري سبحانه، وذوات الجواهر وذوات الأعراض، ولا يقع الفرق بينها إلا بأمور زائدة، ويحتجون على ذلك بما يجمعها من الحد المنطقي الذي زعموا أنه مركب من جنس وفصل، وأنه يجمع ويمنع، وينعكس ويطرد، وهو قولهم حقيقة الذات: هو ما يصح العلم به والخبر عنه بانفراده، واحترزوا بذكر الإنفراد عن الصفات التي زعموا أن الذوات تعلم عليها ولا تعلم بانفرادها.

والذي يدل على صحة مذهب العترة وبطلان مذهب المعتزلة: أمور؛

منها: أنه قد ثبت بأدلة العقل والسمع أن الله سبحانه واحد ليس كمثله شيء، ولا له كفؤ ولا ند ولا شريك، وأنه لا يحاط به علما، ولا يجوز توهمه، ولا تصوره، ولا تكييفه، ولا قياسه، ولا التفكر فيه، ولا يصح أن يجاب من سأل عن ذاته، بمثل ما يجاب به من سأل عن ذات غيره.

ومنها: أن القول بالمشاركة في الذاتية قول مبدع متكلف ليس بمفروض ولا معقول ولا مسموع، وكل قول مبدع في الدين فهو باطل.

ومنها: أن المشاركة والجنس والنوع من خصائص أوصاف المحدثات التي لا يجوز إضافتها إلى الله سبحانه لما فيها من لزوم التشبيه.

ومنها: أن ذات الباري سبحانه هي نفسه، ونفسه هي هو، ولا يجوز أن يوصف سبحانه بأنه مشارك في نفسه لعدم الفرق بين المشاركة في الذاتية، والمشاركة في النفسية...

Página 233