Majmuc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Géneros
وأما قوله: إنا نعلم أن العبد يولد لا يعلم شيئا من الضروريات ولا مانع من ذلك، ولكن ما في ذلك من دليل على نفي الضروري أفليس الضروري فعل الله سبحانه يفعله فينا وفعله موقوف على إرادته متى شاء أوجده حال الولادة كما فعل لعيسى عليه السلام وحال الخلق كما فعل لآدم عليه السلام وما جانسه وبعد ذلك كما نعلمه فينا، ويحدث شيئا بعد شيء على مقدار ما يعلمه تعالى من المصلحة حتى يكمل العقل.
وأما ما حكى من قصة الملائكة عليهم السلام في قولهم: ?لا علم لنا إلا ما علمتنا?[البقرة:32] فإن المراد بذلك الغيوب وأصول العلم التي لا تصح إلا من جهته سبحانه؛ لأن العلوم كلها لو كانت من قبله تعالى فمنها القبيح الذي لا يجوز أن يفعله الحكيم تعالى كالسحر، والشعبذة، وترتيب أنواع الملاهي ، وكيفية إيراد الشبهة لهدم قواعد الإسلام حرسه الله تعالى إلى غير ذلك، والحسن الذي يثاب عليه العبد فلا يجوز إضافة القبيح إلى الله تعالى لتعاليه عنه ، ولا إضافة الحسن منها إليه لإثابته عليه، وهو لا يثيبنا على فعله كما لا يثيبنا على ألواننا وأجسامنا لما كانت فعله، فتفهم ما ذكرت لك موفقا إن شاء الله.
Página 97