Majmuc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Géneros
المسألة التاسعة والثلاثون [ هل كلام الله قديم أم محدث؟ ]
قال تولى الله هدايته: هل يصح أن يكون ذلك المعنى القائم بذاته وهو كلامه الذي به وصف بأنه متكلم محدث، وهو معنى قائم بذاته فيكون تعالى موصوفا بصفة حادثة ومحلا لحادث، وإن كان قديما فكيف يصح أن يكون قائما بقلوبنا وهي محدثة، والقائم بغيره لا يصح له وجود بنفسه دون ما هو به قائم، فكيف يكون القديم [مضطرا] في وجوده إلى المحدث حتى يكون به قائما لأن يصح وجوده والقديم سابق في وجوده؟.
الجواب: قد قدمنا الكلام في أنه لا يجوز أن يكون كلام الباري تعالى وكلام غيره معنى زائد على الأصوات والحروف حتى يقال: هو قائم بذاته أو بغيره، وإنما المعقول من الكلام ما ذكرنا من الأصوات المقطعة والحروف المرتبة ولا يعقل كلام سوى ذلك.
وقد بينا أنه لا يجوز كون ذات الباري سبحانه محلا للمعاني، وإن الكلام ليس بمعنى زائد على ما ذكرنا، وإنما قلنا لا يجوز كون ذات الباري سبحانه محلا؛ لأن المعقول من القيام بذات الغير هو الحلول فيها، ولا يصح الحلول إلا في المتحيز، ولا يجوز أن يكون الباري تعالى متحيزا؛ لأن ذلك يوجب حدوثه، والدلالة قائمة على وجوب قدمه وإن لزم ما ذكر فإنما يلزم المجبرة القائلين بأن كلام القديم معنى زائد على ما ذكرنا وأنه قائم بذاته، ولو أردنا التشعيب عليه فيما ذكره لفعلنا إلا أن نصرة الباطل لم توجه علينا.
Página 275